الأحد، 16 مايو 2010

الجارة الباكستانية و القمامة

جارتنا الباكستانية إمرأة صالحة و زوجها كبير الفنيين رجل صالح و لديهما عائلة مكونة من أفراد من كلا الجنسين و مختلف الأعمار و هي أسرة كبيرة تصل إلى حوالي 7 أفراد من العيال و هي أسرة لم أر منهم سوءاً إلا شيئاً واحداً لا أحبه فيهم و هو الفضول و الشحافة!!!

كثيراً ما يخرجون عند صدور أي حركة من باب خروج شقتي المتواضعة.....و كثيراً ما يرسلون البنات الصغيرات للإطلاع على الأمر و من أين ظهرت الجلبة!! هذا إن كان هناك أي جلبة!! فهم يصدرونها!!!


علاوة على ذلك حتى رب الأسرة الرجل الكبير يدخل أنفه حشراً في زاوية الباب حين دخول أي عمال للصيانة أو توصيل الأثاث أو تركيب الخزائن!!!

و كثيراً ما أصبت بالعصبية الصامتة جراء هذه الأفعال و سرعان ما أنتبه لنفسي و أتناسى ثم أتجاهل ما صدر منهم و ما أثار حفيظتي و عصبيتي منهم!!!


و كثيراً ما حاولت الإبتسامة للبنات الصغيرات و لكن تأبى علي العصبية التي سرعان ما تستثار حينما أرى ردة الفعل مغايرة و مثيرة للعصبية ....ليتكم كنتم عندي لتعرفوا ما أشعر بهم و ما يثير شعوري هذا الغريب عندكم و الذي أصبح من المألوف عندي!!

و لا أنكر أنني عصبية المزاج أحياناً كثيرة و أستثار من أي حركة لا تعجبني أو نظرة أو سلوك....


المهم حدث أن قام جارنا الثاني و هو كويتي طبيب و متزوج من أمريكية و لا يوجد لديه سوى ابناً واحداً ....المهم حدث و أن قام في يوم الخميس الفائت و على مدى ساعات طوال و إلى يوم الجمعة و بوقت صلاة الجمعة و خلت أنه لا يصلي لأنه كان يرمي بالكثير من الحاجيات و الأغراض من شقته إلى مكان تجميع القمامة التي كانت في نفس دور الشقق التي نسكن بها. فجميع شقق الدور لها مكانين باتجاهين لرمي القمامة في حاويات قمامة.


دكتورنا هذا أخذ يرمي بالتحف الغالية مثل اللوحات و المواعين و الصحون و الكتب الغالية و ذات الأحجام المختلفة فمنها الصغير و منها الكبير و يبدو أنها مختلفة المناهج و كثيفة الفائدة ....و يرمي بالملابس و التي تبدو جديدة و استمر الحال من يوم الخميس للجمعة و أنا ألاحظ هذا و لكنني لم أقترب و لم أرم قمامة شقتي خلال هذين اليومين ....حياء و خجلاً و خشية أن يقول أو يشاهدني بجانب القمامة و يظن أنني ألقط منها و من حولها!!!


لأن جارتنا الباكستانية رتعت فيها و لم تتحرك منها و حشرت أنفها عنده و حصلت على كل ما تم رميه....المصيبة أنها بدأت تنبش في أكياس القمامة التي أخذ يرميها بكثرة ....فهذه الأكياس كانت متخمة بالحاجيات التي يبدو لي أنه لا يرغب في اقتنائها و حقيقة كنت قد حسبته أنه سيترك الشقة....من هول ما كان يرمي نحو مكان القمامة....إلا أنه كان يبدو لي أنه أخذ الأوامر من زوجته الأمريكية بالتخلص من الكثير من الحاجيات في الشقة و يبدو أنها تركت الشقة و سافرت مع ابنها الذي ربما سافر إلى أمريكا لبدء حياة جامعية جديدة بعد الثانوية!!!


المهم جارتنا الباكستانية أخذت تجمع و تضع الكثير من الحاجيات و المقتنيات و بلا توقف!! عليها بالعافية ....و الدكتور كان يقول لها على الرحب و السعة يمكنك أن تأخذيها....و هكذا....استمرت....المصيبة أنها في ساعات طويلة كانت تقف خارج شقتها لانتظار ما يقوم الدكتور باستخراجه من شقته لرميه في مكان القمامة....و حقيقة كنت أرى ما يسيل له اللعاب خاصة فيما يتعلق بما رأيت من حجم الكتب التي يلقي بها هنا و هناك و....و حدث أن أخرج المزيد من أكياس القمامة.


المشكلة الآن في جارتنا الباكستانية أصبحت بدل أن تنبش في الأكياس خارج الشقة....لا أصبحت تجر الأكياس جراً إلى شقتها ....لكي تقوم بالفرز و التنبيش ههههه على راحتها....المهم تواصلت هذه العملية إلى اليوم التالي للجمعة و لصلاة الجمعة و إلى صباح السبت!!!

أنا كنت قد خجلت من أن أقوم برمي قمامتي في يوم الخميس و انتظرت إلى أن ينتهي هذا التجميع....حقيقة خوفا من أن أذهب هناك و يقولوا عني قاعدة تجمع قمامة هههههه ألقط مع الباكستانية ....يالله لك الحمد و الشكر.


المهم وصل السبت و ذهبت باكراً لرمي قمامتي التي أصابها العفن مجمعتها من يوم الخميس للسبت!!! و جاءها الفرج.


المشكلة ....أنني و بعد أن رميت قمامتي وجدت جارتي قد استلمت كيس قمامتي و هات يا تفتيش و نبش!!! يالله ...كم شعرت بالإهانة و سوء الطبع ....ما هذا ....المهم الحمد لله أصلاً لم يكن في قمامتي سوى الفقر هههههه و طعام معفن صار له 3 أيام كما ذكرت....

لكن يبدو لي أن هذه الجارة قد امتهن تجميع قمامة الجيران و لا استبعد أنها كانت تجمع قمامتي عندها و لا استبعد أيضاً أنها بالفعل بدأت تصنف الناس جيرانها بحسب أنواع قمامتهم!!!! هههههه.... يا ربي ....و الله شيء مضحك و محزن و مخزي....فعلى افتراض أن قمامتي كان بها من الأشياء الخصوصية و الخاصة بي ...فكيف يسمح لها سلوكها و حتى نفسها و مسلكها الإطلاع على غيرها!!!


كم أكره هذه الطباع و هي للعلم غير محتاجة بتاتاً و لديها شقة و مسكن و معيل بل أكثر من معيل من زوجها و أبنائها و نسيبها الذي يسكن الشقة المقابلة لها!!!


المهم أحببت أن أضحك و أضحككم و ربما أحزن و أحزنكم حينما نرى غيرنا يطلعون على خصوص خصوصياتنا و يكشفون شخصياتنا من نبش قماماتنا!!!


ألا يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!!!

الجمعة، 16 أبريل 2010

أسخام أنجبت بنت و زوال حامل!!! و بزر اليايف نايف!!! و حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاك بِالعُنُقِ

كنت قد استمعت إلى إذاعة بالمصادفة....ثم جاء الخبر العاجل .....أسخام أنجبت بنت!!! و أسخام هذه لقبها فنانة كما يحلو للسقاط أن يسموها و لكل ساقطة لاقطة.....و الساقطات كثيرات من أسماهن المجتمع الساقط بالفنانات....

أسخام هذه الأيام تحظى بالمباركة و السلام.....و هي فوق هذا لم تعاني العنوسة و لا الحرمان من الأولاد و لا من البنات و الزوج!!! و خاصة أنها تزوجت من زوج عليه القيمة بحسب معايير مجتمعاتنا الحالية!!! و ليس زوج عادي!!!


و قبلها ....قد عرفت أن زوال الكويتية المطربة من لقبها بالقيثارة و لا أعلم لم كل هذه الألقاب و الدثارة ....و هي لا تستحق كل هذا!!! تزوجت و من شاب و نفس مجالها الدمبكجي!!! و هي حامل.....و أنا هنا لا يعجبني لا مطربة و لا فنانة كما يحلو للمجتمع الساقط بالتسمية لهؤلاء السقطة....بل أمقت ما يصدر منهم من أفعال و أقوال و ما يحدث لهم من طيب أحوال و الدنيا مقلوبة الأحوال!!!


و قبل فترة سمعت بخطبة فنانة!! خليجية على رجل أعمال خليجي غني و محترم!!! و قبلها الكثير و الكثير....و

هذه هي إحدى سقطات المجتمع الخليجي التي لا تغتفر....هذا على صعيد الخليجي!!!

أما على الصعيد العربي هذا إن كان مجتمعاً يبقى!!! عربياً و أدبي!!!....فسمعت و أنا متأكدة بأنكم سمعتم بناجسي عقرب و هي تحمل بين كفيها ابنة!!! و يحيطها زوج طبيب!!!

و أخرى مطربة عقرب مصرية و مصر أم العروبة و الدنيا!!! -فلا تجور عليهم بالوصف و نبذ الحياء!!! لا تتعدى حدودك دحنا أحفاد الفراعنة!!! و اللي واللي!!!- قد تزوجت من موزعها الفني!!!

و هي سمراء فطساء الأنف أي عريضة الأنف و تعاملت مع كل شيء يتعلق بالفطس (بفتح الفاء و الطاء و كل شيء منفتح و مفتوح لا حياء!!) و الفطس هو تطامن و انتشار الأنف وسط الوجه و تطامن و انتشار كل شيء لا يمت لشيء يذكر!!! و كل شيء!!!
و الفطس أيضاً هو انفراش الأنف و سط الوجه!!
كما نرى هذه الأيام انفراش العهر وسط الحياء و في هذه الحياة!!! و هذه لا تمر مناسبة إلا و
تغني و تصدح بالأجواء العربية و المسلمة و هي تلبس لا لباس و خاصة فيما يغطي منطقة الصدر و القلب!!! لا قلوب سليمة ترضى بمثل هذا!!! و لكنها الدنيا المقلوبة الأحوال كما قلت!!!


نعم هي تدعى بما تدعى به و تتزوج و تحمل و تخفي وقت ولادتها و تختفي عن الإعلام فقط.....و لا تنشر أي صورة لها عقب الولادة و تتكتم على حياتها بعد الولادة!!! ليس إلا ....إلا لتكسب أكثر من مولودها و انتاجها!!! و من نشر صور المولودة الجديدة بأعلى سعر يعرض عليها كسبق إعلامي من دور النشر والإعلام!!! و هو إعلام ساقط!!! و لترينا!!! ما أسقطت مشيمتها الجائفة من سقط!!! و ما أنجبت لنا من إبداع!!! و على غرار الغرب!!! وتقليداً لنجوم هوليود أمثال فنانات سفيرات للنوايا الحسنة!!! و هن أمريكيات و العذر معهن فهن لا يعرفن الأخلاق و يعذر لهن أما هنا فساقطاتنا فلا يعذر لهن و هذا هو الفرق!!! ديننا و عروبتنا لا ترتضي مثل هذا الفسق و الفطس و السقط!!!

قمة المهزلة الإعلامية ...و هي تصرح!!!... للإعلام قائلةً: المبلغ سوف تضعه باسم ” ابنتها ” فى البنك من أجل تأمين مستقبلها!!!!

قمة الإنحطاط في التوظيف الإعلامي للأخبار و القضايا!!! و كأن مجتمعنا يخلو من قصص صور و ينقصه مثل هذه الدرر!!!

و لا تستغرب إن قاضوك على كلماتك مثل كلمات: سقطة و ساقطون و ساقطات في المحاكم هذه الأيام!!! و كيف تقول عنهم أنهم ألأم (بمعنى اللئيم) الأنام في هذا المجتمع و العصر!!! فإنه هنا ينكر (بضم الياء و تسكين النون) المنكر (بضم الميم و تسكين النون أيضاً) عليك و يتدافع عليك سقط المتاع و ساقط الكلمات إن أنت أنكرت عليهم المنكر!!! ....إنه زمن المنكر ينكر عليك!!!


و سيأتيك من أقصى البقاع و ممن حولك مجتمعةً كلمتهم أمواجها عاتية!!! و ليجتمعوا عليك قائلين و قد أجمعوا!!! أنك أنت معقد الطباع و ناقص الأتباع و إن شانك هو الأبتر!!! و أنه أنت لم تقل هذا السقط إلا.... لأنك رجعي الطباع و أنه أنك لم تتزوج ابداً ...أو طلقوك بالثلاث أو أنك لم تجد لك زوجاً و لا ولداً يذكر!!! وتنزهت نفسياتنا عما يقولون!!! و حاشى لنا أن نكون كما قد علق علينا البعض الأكثر!!! و غصباً عنهم أننا نحن الناجحون و الأمثل!!! لكن ما تقول لسفهاء العقل و المُثل؟!!!


ثم إني لأستغرب أشد الإستغراب ....على ما سيربي أمثال هؤلاء أبناءهن و ذرياتهن؟؟؟ على الأدب أم على الاستحياء و الحياء؟! ....أو على الصدق أو على الوفاء؟ ....و عددوا معي قيماً أمثل!!!

و ربما يكون العكس مما أستغرب و الضد في ضده تتمايز الأشياء!!! و لا أستبعد هذا ....فأنا أتذكر قول جدتي رحمها الله ...كانت دائماً تقول لي: بزر (طفل) اليايف نايف!!! و كنت لا أفهم العبارة جيداً و لا حتى كيف اتهجيء أحرفها و لا مصدرها!!! و لكنني كنت أعرف المعنى و لا زلت أجزم بصحته و أتأكد منه بل إني أصبحت أؤمن بل أؤكد عليه!!!! و حتى بحثت جيداً فيه فعرفت أن اليايف هو الجائف و كلنا يعرف الجيفة و الميتة المعفنة و هي رمز لهؤلاء و من يخرج من أصلابهن النايف الذي يشار له بالبنان بالخير و المحافظة على الدين و المثل الفاضلة!!! و حقيقة لا أتمنى ذلك لأنه من غير المعقول- إلا بهداية الله- أن يخرج لنا النائف من هؤلاء....!!! و حسبنا الله و كفى فيمن صنع هؤلاء و ترك من يستحق!!!

و كم يؤسفني أن نغبن حق بناتنا الصالحات المحترمات و نوئد أحلامهن و سعيهن لتكوين الأسرة و الحصول على ذريات كأمثال هؤلاء الساقطات.....و نعم أظل و سأظل أقول أنهن ساقطات و المجتمع ساقط ما دام يمجد أفعالهن و يعرضهن بصور الرقي و الفن و الكلمات الطيبات.


أخيراً: إني أصبحت دائماً ما أردد و أقول: .... مالت على من يسلم لهن المفتاح و القفل معاً...مالت بس. يكفيني هذا!!! و على قولة المثل العربي!!! حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاك بِالعُنُقِ‏!!!!

شبابنا و الغدرة!!!

شبابنا و الغدرة!!!

يتمتع شبابنا هذه الأيام بصفة ذميمة .....ألا و هي الغدر ....و أجدهم يتولجون وسائل غير متاحة في الماضي و لكنها متاحة في الحاضر كالانترنت .....و يندر أن يكونوا على علم و دراية بما في الإنترنت من وسائل لطلب العلم أو المكارم من الصفات و الأخلاق ....و يندر أيضاً أنهم يعرفون كتابة إملاء العربية الصحيح أو حتى أن يفكوا الخط!!! لأنهم لا يحسنوا الكتابة و لا حتى تهجئة أحرف أسماءهم و إن أفلحوا عرفوا لهم كلمتان بالإنجليزية و هي عن الحب و الجنس!!!

و من ما رأيت أنهم يكثر أعدادهم في مواقع للغزل و البحث عن الجنس و طياحة الحظ و إذا قام الحظ و قعد!!! فهم يولجون أنفسهم بمواقع الزواج ....و هم غير أهل له و لا لمعانيه و لا للمسؤولية و لا للشرف و لا لمكارم الأخلاق....فتراهم يوصفون بالغدر و غدرة تتبع غدرة و هم غير مدركي الكوارث التي تسببوا فيها و على مدى الأعوام .....فهناك من مشاهدتي الشخصية من يدخل موقع زوجتي و قد استلم اسماً مستعاراً و شخصية غير شخصيته و صفاتاً غير صفاته ووصفاً غير حاله و مسكناً غير مسكنه و جنسيةً غير جنسيته ....و طبعاً غير طبعه .....و استلم هذا الدور و عاش به و له منذ عام 2000م ....إلى يومنا هذا الذي سينتهي قريباً ليحل عام 2011 و نحن في عام 2010م و على هذه الحال.....يغدرون بالبنات غدرة تلوغدرة ....و لا يراعون الصدق و لا الأمانة و لا حتى الشرف!!!


مجرد حثالات مجتمع اجتمعت في موقع زواج ....لم يكن دخوله أو حتى نيته لغرض الزواج و لكن ليبدأ ممارسة صفة الغدر التي اجتمعت في أغلب شباب العصر!!!

خاصة في من يطلق عليهم أبناء القبائل أو الحضر أو البدو أو الشعوب الإسلامية!!!


و أنا هنا أوثق هذه الصفة الذميمة و التي آمل أن ينتشر استهجان ما يفعله هؤلاء وما يتمتع به هؤلاء الحثالات من الشباب من صفة ذميمة ألا و هي الغدر!!!


و كنت قرأت قصة صغيرة عن هذه الصفة و سأوردها هنا....فقط لعل و عسى من يعي ما بداخلها يقيسها على ما يفعله هؤلاء في مواقع الانترنت عامة و في مواقع الزواج خاصة!!! ....القصة تقول و باختصار شديد....أنه كان هناك صديقان حميمي الصداقة و العلاقة....واحد يحب الآخر و يشكو له و يبوح له!!! و أحدهما متزوج ولديه طفل و يملك مالاً و الآخر معدم و فقير و لا يملك زوجةً ولا عيالاً....و من يملك المال أسر بسر احتفاظه للمال و دل عليه صاحبه!!!


في فترة عصيبة تخيل المعدم أنه قد حصل على المال و أصبحت لديه زوجة و عائلة!!! و لكنه قال لنفسه كيف أحصل على المال؟ فتذكر سر صديقه!!! هنا تذكر أن صديقه أخبره أنه يخبيء ماله في حفرة صغيرة تحت فراشه الذي ينام عليه هو وزوجته و ينام بينهما طفلهما الصغير معهما!!! فكيف يصل إلى المال؟؟!!

و في ليلة باردة و مظلمة و المطر يهطل بشدة و الوحل كثير ....تقدم الصديق المعدم نحو غرفة صديقة....فكيف يبعدهما عن الفراش؟؟!!! هنا تشجع و أخذ يحبو تارة و أخرى يقف ليمشي ...حتى أيقن أنهما مستغرقان في النوم ....فسحب الطفل من بينهما بدون أن يشعرا!!! و أخرجه معه لحوش الغرفة و وضعه تحت المطر و بين الوحل!!! ليصحو و يصرخ الطفل!!!

و صار له ما أراد فصحى الطفل و صرخ و علا صراخه خارج الغرفة و بين الوحل و مع هطول المطر!!! و سمع أبواه صوته فحملا نفسيهما له مسرعين لنجدته و باستغراب وسط هذا الوحل و المطر و الظلام....و أخذا يحتضناه ليهدئا من روعه!!! و ما إن هدأ روعه!!! حتى بدأ روع جديد سريع!!!

هطلت الأمطار و ازدادت الأوحال .....و سقطت أخشاب الغرفة و السقف و انهارت على الصديق المعدم وقت أن مد يده ليحصل على المال!!! ارتاعا من هول الصدمة و هما يريان هدم الغرفة ....لكنهما ضحكا و فرحا عندما شاهدا أن كليهما أي الزوج صاحب المال و الزوجة و ابنيهما خارج الغرفة و سالمين!!! و عرفا أنه قدر الله....و لكنهما لم يعرفا أنه هناك!!! صديق الأسرة المعدم....فحدث أن سمعا أنيناً يخرج من بين أنقاض الغرفة و صوت المطر.....تقدم الصديق صاحب المال و مد يد المساعدة لهذا الصوت و الأنين!!! و لكنه عرف من هو و من هو صاحب هذه الغدرة!!! و رأى أن يطلب له المساعدة لإخراجه ....لكنه ما لبث أن فارق الحياة .....و هو يتمتع بصفته الذميمة الغدر ....و الغدرة!!!
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لكل غادر لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان". و قال الشاعر:

أخلق بمن رضي الخيانة شيمة ألا يــــرى إلاّ صــــريع حوادث

ما زالــت الأرزاء تلحق بؤسها أبداً بغــــادر ذمّــــة أو نــــاكث

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

الغراب الذي مسني وقت غربة!!!


كنت قد سكنت في مسكن شاهق عالي البناء قرب مركز عملي و دراستي في الغربة!! و كنت أستيقظ في الصباح الباكر مسرعةً بعد صلاة الفجر لأبدأ يومي الذي ما إن ينتهي حتى أبدأ يومي من جديد في نفس المكان!! و هو المختبر!!! و حقيقة كنت أستهلك طاقتي ووقتي مسابقةً الزمن لأنهي دراستي في وقت قياسي و مع الحصول على امتياز مع مرتبة الشرف!!! و فعلاً قد حصلت على ما أريد بجهدي و اجتهادي و عملي المستمر. لم أضيع فرصة و لا ثانية من وقتي لأنهي أو استكمل أو استدرك ما فاتني من عمل!!!
و حدث في صباح يوم باكر ...هاديء مشمس جميل ....تسود أنحاء منطقتي الخضرة و النسيم العليل و خاصة في أوقات الصباح الباكرة ....أن مشيت مسرعة وهي عادتي هذه المشية ....و لا ألوي على شيء سوى هدفي و ما أريد لا أنظر لا شمال و لا يمين ....مستقيمة و متوكلة على الله عاملة بما أريد و متخذة بالأسباب بما يريد الله. سبحانه جل في علاه.
فكان الهدوء في طريقي مع صوت ملابسي من سرعة مشيي تحف طريقي !!! و فجأة ....مع مشيتي السريعة لحظت طائراً أسود اللون يكسوه لون أبيض مهتريء ربما كان شيباً به ...أو لوناً اكتسبه من طبعه!!! إنها الألوان حينما تكسبها أنفسنا!!! فنتشرب الحمرة حين خجلنا!!! و نتسلم الصفرة حين مرضنا!!! و نتكلم الإصفرار حين خوفنا من مخوفنا!!! و عملاق رعبنا في داخلنا!!! إنها الألوان تكسبنا و نكسبها شئنا أم أبينا!!! فنحن لا نختار بعضها لنا ولا لبعضنا!!! آه كم حسبت نفسي وقتها أنني فنانة رسامة!!! حين رسمت كل هذه الألوان في مخيلتي ....و مضى الطائر يلحظني و ألحظه!!! مشيتي سريعة لكنه متعثر الخطى لا يقوى على الإنكسار الذي أصابه و أصاب طريقي!!! أردت الأنحراف الإنكسار عنه!!! لكنه أبى إلا أن يكسر طريقتي!!! تجاوزته مسرعة لم أعبه به ....إلا .....


أوقفني غصباً طائر آخر كان كإبنه أو كمن كان هذا غلامه و هو شيخه!!! نعق علي نعقةً ...و لوقتنا هذا!!! أتذكر صوته!!! و صوت نعيقه....إنه يسكن كوابيسي و أسكنه!!! و لم يزل!!! إنه غراب آخر ولكنه كان له و به!!! خير معين له!! يكن المودة و الاحترام له و لسيده و مولاه الأسود ذو اللون الأبيض و المهتريء!!! غرابنا الأبقع!!!
تتابعت حركاته و صرخاته و تكررت نعقاته!!! لم تزل خطواتي مسرعة !! لست مكترثة!! بدايةً فقد كان يحلق بعيداً و لكنه مقترباً و بدى على اقتراب مني شيئاً فشيئاً بازدياد خفقاته و نعيق صوته!!!....كانت الصدمة مهولة!!! فالسكون المحيط و الذي لم يكن في الحسبان أنه سيستمر!!! كان قد كسره نعيق غليظ!!! يحتد مرة و يغلظ أقسى مرات ...تكرر و أحدث خوفاً داخلي!!! لم يكن أحد حولي ليلحظ خوفي و لكنه لحظه!!! - و الحقيقة العلمية أن أي حيوان بما في ذلك أي طائر يشعر بخوفك و يعرف خوفك الداخلي منه أو من أي شيء حوله!!! فسيضعفك!!! - فلا تجهل هذا!!! إنه أمم أمثالنا!!! وضعت حقيبتي على رأسي من شدة خوفي الذي كشفه!! و حماية لي من قربه!!! ....و قد انتبهت!!! و هذه حقيقة لا لبس فيها !!! أنه كان يحدثني بلسان بشر!!!
وبَخني و أظهر أني مخطئة و عاقة بالضعيف و أني لم أحترم الشيخ الكبير!!! و لم أعط/ه!!! حق الطريق. فقال لي إن هذا أبي شيخ مسن!!! و أنت لم تحترمي شيخاً مسناً في طريقك!!! و لا في حياتك!!! اسمعي نعيقي و لا تجهلي صنيعي!!! فانظري ما أفعل!!! و حمل أبوه المسن أمامي بطريقة عجيبة!!! و لم أكد أصدق أنه يتكلم بلساني و لسان البشر!!! و ارتفع به محلقاً عالياً إلى أعلى شجرة كانت أمامي!!! و فوق رأسي نثر علي أوراق شجرة و معها آثامي!!! ينعق كل مرة يوبخني و ينظر إلي بحدة كعمق بئر نظرت فنظرت أنني أقع في حفرة!!! و أمامي وقعت في حفرة!!! لم تكن حفرة!!! لكنها سقطة!! وقعتها فتوهمت أنها حفرة!!! ووقعت بين آثامي و أوهامي ألتقط من بينها ورقة ورقة ولكنها كانت أوراقي!!! تسقط ورقة ورقة من حقيبتي ومن فوق رأسي!!! يا للهول!!! كم ورقة كنت أضع في حقيبتي هههه لم أنتبه إلا أن هذا الغراب ....استكمل علي أوراقي!!! و نسيت أنني كنت من وضع الحقيبة فوق رأسي!!! و بها أوراقي!!! هو لم يفعل!!! بل نعق و استكمل النعق بصوت أعمق و أغلظ و أنقع!!! أوبرا صباحي!!! لكنه صوت اوبرا حقيقي و قصة حقيقية!!!
الحقيقة أنني حين نعقه لم أنصرف عن شيء سوى أنني بت منهارة القوى و كأن طاقة صوته استخدمت طاقتي!!! و عندما تتحول الطاقة فإنها تأخذ من كتلتي و تضربها بمربع سرعة الضوء!!! و هذا فعلاً ما حسبته وقتها!!! إنها الحقيقة....و لم لم أؤثر غيري على نفسي؟؟؟ لم؟...استهلكت هالة من الأسئلة أيضاً طاقتي!!! انكسرت طاقتي و انكسرت نظرتي نحو الشيخ أعلى الشجرة!!! نظر إلي الشيخ بنظرة حانية!!! و نظراتي إليه منكسرة!!! و استدفعت شر الناعق فوق رأسي علي!!! و سحب بساط نعقه من فوق رأسي و سكوني!!! و استبدله بالهجوم الخاطف علي!!! لم أعد أهتم لنفسي فلقد خارت قواي و استسلمت لمصيري!!! لم يعد أنا من أنا!!!! شيخي الكبير أستسلم لوقارك و أعطيك حق مرورك و طريقك فاصفح عني!!! ....أرجوك لم أعد أنا من أنا!!! و لم يكترث من هو حولي بي أنا ....فلا تهتم بي و بمن أنا!!!! أرجوك!!!



هذه الحادثة حقيقية وكان قد شهدها حارس الحديقة من بدايتها إلى نهايتها مذهولاً هو الآخر و في الحقيقة كان يتوقع مثل هذه التصرفات من الغربان التي كانت منتشرة و بشكل اعتيادي في مثل هذه المنطقة!! .... تقدم الحارس على مسافة قريبة مني قائلاً: لقد كان اليوم غريباً!!! و إن هذا الغراب يستحق القتل!! - لم يكن لدي أدنى تعليق!! ( للحارس! ) فهو شاهد ما حدث وقتها لكنه قطعاً لم يداخله ذلك الشعور الذي داخلني وقت تحدث الغراب لي!!! و لم يشعر باستلاب الطاقة مني حينها و إلى أجل!!!
-وقد تذكرت أحاديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم تروى عن الغراب ك: خمس من الدواب ليس على قاتلهن جناح: الغراب والحدأة والفأر والحية والعقرب!!!.... و أنه من الفواسق!!!
اختفى الغراب و شيخه من على الشجرة!!! و حتى الحارس!!! و لم يظهر أحد!!! و تابعت سيري و أنا أستغرب كل هذا....و وصلت إلى مكان عملي (مختبر التجارب!!) والمصيبة أن التجربة التي قمت بها كان يشوبها نحس شديد وتعب شديد قضيت معظم وقتي مرهقة التفكير و متعبة غير مصدقة وقضيت أكثر من ست ساعات في عمل متواصل وبعد أكثر من ست ساعات متواصلة اكتشفت أنني قد أضفت المادة الخطأ في تجربتي من أول التجربة!! وعرفت أنه لن تظهر النتائج التي أرغب ولم تظهر وعلمت أنه لولا الغراب لما حصل كل هذا الشؤم واستذكرت التفاؤل وغيرت خططي لهذا اليوم فقررت الذهاب للسوق و التسوق!!!



علني أنسى يومي البائس و المشؤوم!! ذهبت مشياً ثم ركبت باصاً مساره يتجه ناحية السوق و محلات التسوق....و نسيت كل شيء سوى التسوق و الإلتهاء بالمعروض....ثم اتجهت بعدها رجوعاً لمحل إقامتي! و ذلك بعد تجوالي التسوقي... وقبلها كنت قد وقفت عند مكان وقوف الباص الذي يقفل لمحل عودتي و إقامتي....و انتظرته....وقفت هناك و بعد 3 دقائق سيحين وصوله!! وخلال وقت انتظاري ...قفل علي شاب عابراً الطريق المقابل لي و قاصداً لي!!! و بنبرة تعنيف و عدم رضى ... ابتدأ سيلاً من الشتائم و التي لا تقل عما أبدع في قوله حالة السباب عندي!!! و في الغربة ...يندر أن يعنفك ذكر إلا و تلقى له علاج!! أخذ سبابه ينتشر و يضر من حولي....حتى أن إحداهن أم كانت تقف إلى جنبي في طابور انتظار الباص ....خافت و بشدة انحنت على طفلها ذو العشر سنوات و لم تلق لي بالاً وسط هذه الغارة!!! فهو إما مدمن مخدرات و إما معتوه لم يكن يدر بخلد أياً منا غير هذا الوصف!!! و ما أكثرهم هناك و بخاصة في الأسواق و الزوايا و أماكن انتشار محطات الباص!!...و بدوري أعلم أنه لا خير فيهم لا من يقف بجانبي ولا من حولي ....كل غادي و رائح و لا يتدخل بما لا يعنيه و لا يتصرف بما يتوافق مع مروءة أو شهامة أو مساعدة ....طبعاً إلا ما ندر!!!...و وقفت وانتظرته ليكمل سبابه و نظرت إليه بعينين يملأهما الشزر و الغضب!!! هههه فأنا أعرف كيف أحدق و بقوة و غضب لا يعجبني و لا أعجب به من تصرف... و صدقت في تصرفي و بثقة و أعطيته على قفاه بالسباب المماثل ....حقيقة لم أشعر إلا و نظر إلي بتعجب!!! كمن لم يتعود مثل هذا التصرف و نظر بانكسار إلي و تركني حال سبيلي!!! جاء الباص بعده بدقيقة و بصقت على الأرض!!! لا أعلم لم!!! لكنني بصقت ....و تفلت تفلات...متفلتات هناك و هناك ....و كرهت هذا اليوم وسرت ألعن هذا اليوم و كل ذكور العالم بهذا اليوم ....لم أترك حائطاً و لا ممراً و لا حجرةً و لا بلاطةً في الشارع وقتها إلا لعنتها و معها تفلةً و معها أي ذكر يمر بجانبي!!!! ....ابن الذين....!!! سخط ما بعده سخط!!! و آخرهم شاب في المراهقة نزغ من الشيطان حل بملابس إنسان ....و للعلم فإن مراهقي هذه الغربة لا يحمينا منهم لا قانون ولا أخلاق ولا قيم!!! ..نظرت إليه وقتها بشزر و و قلت له نعم ما تريد أنت أيضاً؟؟!!! لم يفهمني و خاف مني و ارتعب!!! ثم سرعان ما تحول عني و ذهب إلى ناحية أخرى.. ههههه حقيقة أحسست بسعادة عارمة مع هذا الجو المطري الجميل الذي كان يداعب نسمات الهواء العليل هناك....و مررت بحديقة مقابلة لي.....بعدها رأيته يتحلق!!! إنه الغراب صاحبنا ناعق الصباح و مفسد التجارب و مؤرق المرور!!! هنا وسط الحديقة مرة أخرى!!! ...لم أخف و لم يهتم لكنه يعرفني!!! و لم أشأ تذكر شيء من القرآن و لا أي شيء و لا حتى و لا بسملة ولا حوقلة ولا لسور قرآن و لا لأي آي فيه!!!....ببساطة كنت كارهة لكل شيء!!!! مسلسل سب و لعن و لا أريد شيء !!! يكفي و كفى مني هذا اليوم أي شيء!!! فقط كنت أنتظر لأتفل عليه!!! فقد حرق أعصابي كل هذا اليوم!!! لم أعبه به...و سرت واثقة!!! لا أدري واثقة من ماذا؟!!! لكنني واثقة جداً!!!
بعد رجوعي لمحل إقامتي...قمت بالاتصال بوالدي براً بهما فلربما أسأت إليهما!!! كنت أتحدث إليهما بشيء من الغرابة لم يعهداه بي!! لم أخبرهما طبعاً بما حدث لي!!! لكنهما كانا سعيدين بي و بمحادثتي التي طالت على غير المعتاد حين اتصالي بهما!! ...(هههه أنا شريرة كثيراً) لم ألحظ سوى الغراب صاحبنا مرة أخرى!!! ينقر بنقرات 6 نقرات!!! على نافذة مسكني!!! مرة أخرى ينقر 6 نقرات!!! لكنه هذه المرة أحضر مرآة صغيرة بين مخالبه!!! ووضعها على طرف النافذة!! يعلق على صورتي فيها!!! لم أستطع فتح النافذة و لم أستطع رؤية كاملة لي!!! و لم أستطع سماع تعليقه علي!!! و...و سقطت المرآة من عليها و اختفى كل شيء!!!


عند المساء!!! .....بدأت ليلة متعبة معي...أسلمت نفسي للسرير...لم يكن هناك ظلام ...حتى بعد أن هدأت الأنوار المحيطة و أطفأت أنوار الغرفة!!!...ليل هذه البلاد قصير و ضوء القمر ساطع منير!!! لا مجال للظلام و لا لسواد الليل البهيم هنا!!!
فقط مجال للغراب و سواده!!!! المهم!!!
بدأ النعاس يتسلل الغرفة و يتسلل النافذة ....يمر فوق عيني!!! لكنه يستل مني نفسه و يؤرقني لحلول اليقظة!!! ...و أخيراً هدأت نفسي متعبة و لكنها مستيقظة!!! قلقة ...و تحس بكل ما يدور حولها من حياة!!! ...نمت في الأخير و في ساعات الفجر الأولى!!! من يوقظني في هذه اللحظة الممتعة!!! من يسلبني راحتي....أماه !!! من أين أتيت؟ يالله!!! أين أنا و أين أنت؟ وقفت تناديني عند باب الغرفة!!! استيقظي وارجعي!!! أماه؟ ماذا؟ من أين أتيت؟ ....(وقتها!!! أمي تسكن دياراً بعيدة عني تصل إلى حوالي قرابة آلاف الأميال و الكيلومترات!!! و أنا في حقيقة واقعي ....كل حياتي بعيدة عن أمي!!! قضيتها بغربة عن أمي!!! و حتى و إن هنئت معها ببضع ساعات ....يسلبها القدر مني فلا ساعات و لا ملاقاة!!!) أما ه ...كيف أتيت إلى هنا؟ ...تستمر أمي توقظني و توقظني استيقظي و ارجعي....إلى أين يا أماه أرجع؟ من أنت؟ ...أمي لست أنت؟؟!!! لم أقرأ آية الكرسي! فتجاهلت الآية ...فهي حبيبة و طيبة و رفيقة ورقيقة ممتعة...أردت بقاءها!!! حتى و إن كان علاجها بالكرسي!!!....حقيقة ....أحببت أن تطول مدة لقائي بها أمي!!! و عشقت استيقاظي منها!!! أماه ....نظراتي كلها تستلقيها ...تحضنها ....تسترقيها!!!...تريد أن أكون بين أياديها....أماه ....نظراتي ترحب فيها و صمتي يصمت يخرس ...أماه ...أماااااه....اختفت!!!! و أعقبت هاتف أمااااااه....نور القمر المنير الذي ظهر معها في الغرفة يختفي!!! صفعات أجنحة سوداء تصفعني!!! غراب يسكنني!!!!...قرأت آية الكرسي....لكيلا تأتي أختي معها ثانية!!!....تلحقها تبحث عنها....تحرمني منها....كما تفعل في العادة و الإعادة!!! .......لا أريد التخوف منها ....كانت أمي هي أو لم تكن!! لا شيء يؤسفني!!! ....كانت هنا أو هناك....لا شيء يسكن معي!!! تبقى هي هي... لوحة نور صافية ...وقفت عند باب غرفتي!!!.... و نمت!!!
مر يومين و أنا أحس بالتعب الشديد و استهلاك الكثير من الماء ...كنت على مسافة قريبة من بحيرة الوحش!!! في هذه الغربة!!! لكنه لم يظهر لي قط!!! و الغراب يسكنني ..!!! .خلال اليومين ...يتردد ...يبعثرني ...يوقظني بأمي ....و أختي ...يسلب طاقتي ...و ينساني ....فأنساه و نسيته!!! و ثم ما لبثت حتى استعدت قوتي.... و لكن بدت علي مظاهر ضعف شديد في مناعة و قوة جسدي!!! ....تمر الساعات ....و تكون أياماً تعمل في جسدي!!! و بعد ثلاثة أيام!!! كنت قد لحظت أنني كبرت سنوات!!! أكبر من سنيني!!! و درجت على التغيرات ...تتسارع ساعة بعد ساعة!!! حتى أكد لي الأطباء ما شعرت به!!! فقالوا:.... يبدو أنك كبرت قبل أوانك!!!.... كان الغراب الأبقع يسكنني و أنا أسكنه!!! و لم يزل ...!!!
تسائلني نفسي: أتراني قد أحسست بضعفه؟ أو تراني تقمصت سنه؟ و هو يشكو و لم يزل!! و هل تعرفين مما هو يشكو ولم يزل؟؟ من هو هذا الطائر؟ و هو حقيقة معي!!! يسكنني؟!! أو تفهمون كبر سني و ضعفي ....و تصفحون عني؟!!! هل تراعون كبار السن و ضعفهم قبل أن يصيبكم مصاب غرابي الأبقع؟؟ أتراه هو تركني في حال سبيلي ربما... هل هو الغراب ....خرج و لم يعد!!! و أنا لم أعد؟؟!!! و يبقى سؤالي الملح علي دوماً ...هل يا غراب سنلتقي قريباً!!؟؟ و هل سأعود؟!! ربما!!! هل نراعي الكبر و كبير السن؟؟؟!!! و بالأخص الوالدين؟؟!!!....لإن لم تكونوا فحذار ....فغرابي سيسكنكم!!!!


و قبل سفري بعيداً من غربتي متجهة لغربة نفسي في غربة وطن و غربة وطني!!! ... كنت قد تذكرت المرآة!!! و ذهبت للمزرعة الخلفية لمسكني و بحثت عن المرآة و بعد جهد جهيد وجدتها بين الأحراش التي خلف الشجرة المعمرة!!! و التقطتها فرأيت أنها مرآة عادية متكسرة!!! ساورني احساس بقرب شيء يتحرك مني...ظهر لي الغراب الأبقع فجأة و لكنه كان يبتسم!!! و اختفى ....مرت الأيام على هذه الحادثة ....و لا يزال مرض الكبر داخلي و لا يختفي ....و الحياة سعيدة و الحمد لله!!! و لا زالت المرآة معي!!! أمتلكها و تملكني!!!
رجعت لموطني!!!...واليوم و أنا قافلة من مكان تبضع في موطني!!! ....مشيت مسرعة و ظهر أمامي طائر صغير بلون ريش أزرق سماوي منقط بسواد و هو يشبه البلبل في شكله و حجمه...كان يتتبع فتات الخبز التي ينثرها آكلوا الطعام على طاولات المطعم المقابل لمكان التبضع.....تنقل أمامي بخطوات لا يفقه لها أدباً و لا مبالاة بما هو أمامي أو أمام الآخرين...اهتم فقط بالبواقي من الطعام....لحظة سريعة و أصرخ فجأة بلا شعور ولا مقدمات هكذا!!! ...إنه هجوم القطط!! هجوم كاسح من قط ذكر قوي أراد الطائر الصغير بشر....إلا أنه الهجوم كان بالخطأ!!! فقد هجم على ساقي الأيسر و خلف جرحاً سطحياً أسال بعض الدم!!! ...إنه مؤلم ...محسوس مشاهد!!! صرخت في الهواء: ما هذا !! مستهجنة الهجوم و مخاطبة القط!!!...و القط ينظر إلي بعقدة الذنب!!! حتى قططنا في عالمنا العربي تشعر بالذنب حيال كل شيء و لا شيء!!! ابتعد خائفاً مسرعاً من أمامي لا يلو على شيء سوى أن لا يتضرر مني!!! رغم أني من تضرر و لا لي ناقة و لا جمل بكل هذا!!! و أنا تتبعت مسار القط ليس لشيء!!! إلا لأن مسار عودتي كان من نفس الطريق!!! ما قصة الطائر هذا!!! ليس له مثيل في عالمنا ولا لم أر له شبيه في أزقة مناطقنا الخليجية!!! كل شيء صار غريباً هنا ...الطيور تسكنك!!! و القطط تهجم عليك!!! هل تعرفون لماذا؟!!! ...إنه الغراب الذي يسكنني!!! شكراً لكم.

انتهى!!!

النشر و الترقيم و ذكاء المرأة!!!

كنت في محاضرة عن العوامل التي تؤثر على النشر.

و في معرض حديث المحاضر قال عن عامل مهم و يعتبر الأهم في التأثير على قبول أو رفض النشر...ألا و هو الترقيم....بمعنى وضع النقطة و الفاصلة و علامات التعجب و الإستفهام!!!

و من بين ما قاله طرفة و لكنها مهمة ...فقد ذكر مثالاً بأنه كان بروفيسور قد

سأل طالباته الإناث و طلابه الذكور بترقيم الجملة الآتية:
, “Woman without her man is nothing”

و ترجمتها: المرأة بدون رجلها تعتبر لا شيء.



و قد كتبها على اللوح.


النتيجة: بعد الترقيم...الطلاب الذكور استخدموا الفواصل فقط!!!


"المرأة، بدون رجلها، تعتبر لا شيء".

“Woman, without her man, is nothing.”


أما الطالبات الإناث فقد استخدمن النقطتان العموديتان و الفاصلة ....فأصبحت كالتالي:


" المرأة: بدونها، يعتبر الرجل لا شيء".


“Woman: Without her, man is nothing.”


لهذا كانت من أهم عوامل التأثير على النشر و هي أدوات الترقيم!!!


و هذه مهمة جداً للمساعدة على إقناع و فهم القاريء لما ينشر من مواد.


و مهمة عن مدى ذكاء المرأة في الترقيم!!!

شبابنا و الغدرة!!!

يتمتع شبابنا هذه الأيام بصفة ذميمة .....ألا و هي الغدر ....و أجدهم يتولجون وسائل غير متاحة في الماضي و لكنها متاحة في الحاضر كالانترنت .....و يندر أن يكونوا على علم و دراية بما في الإنترنت من وسائل لطلب العلم أو المكارم من الصفات و الأخلاق ....و يندر أيضاً أنهم يعرفون كتابة إملاء العربية الصحيح أو حتى أن يفكوا الخط!!! لأنهم لا يحسنوا الكتابة و لا حتى تهجئة أحرف أسماءهم و إن أفلحوا عرفوا لهم كلمتان بالإنجليزية و هي عن الحب و الجنس!!!


و من ما رأيت أنهم يكثر أعدادهم في مواقع للغزل و البحث عن الجنس و طياحة الحظ و إذا قام الحظ و قعد!!! فهم يولجون أنفسهم بمواقع الزواج ....و هم غير أهل له و لا لمعانيه و لا للمسؤولية و لا للشرف و لا لمكارم الأخلاق....فتراهم يوصفون بالغدر و غدرة تتبع غدرة و هم غير مدركي الكوارث التي تسببوا فيها و على مدى الأعوام .....فهناك من مشاهدتي الشخصية من يدخل موقع زوجتي و قد استلم اسماً مستعاراً و شخصية غير شخصيته و صفاتاً غير صفاته ووصفاً غير حاله و مسكناً غير مسكنه و جنسيةً غير جنسيته ....و طبعاً غير طبعه .....و استلم هذا الدور و عاش به و له منذ عام 2000م ....إلى يومنا هذا الذي سينتهي قريباً ليحل عام 2011 و نحن في عام 2010م و على هذه الحال.....يغدرون بالبنات غدرة تلوغدرة ....و لا يراعون الصدق و لا الأمانة و لا حتى الشرف!!!



مجرد حثالات مجتمع اجتمعت في موقع زواج ....لم يكن دخوله أو حتى نيته لغرض الزواج و لكن ليبدأ ممارسة صفة الغدر التي اجتمعت في أغلب شباب العصر!!!


خاصة في من يطلق عليهم أبناء القبائل أو الحضر أو البدو أو الشعوب الإسلامية!!!



و أنا هنا أوثق هذه الصفة الذميمة و التي آمل أن ينتشر استهجان ما يفعله هؤلاء وما يتمتع به هؤلاء الحثالات من الشباب من صفة ذميمة ألا و هي الغدر!!!



و كنت قرأت قصة صغيرة عن هذه الصفة و سأوردها هنا....فقط لعل و عسى من يعي ما بداخلها يقيسها على ما يفعله هؤلاء في مواقع الانترنت عامة و في مواقع الزواج خاصة!!! ....القصة تقول و باختصار شديد....أنه كان هناك صديقان حميمي الصداقة و العلاقة....واحد يحب الآخر و يشكو له و يبوح له!!! و أحدهما متزوج ولديه طفل و يملك مالاً و الآخر معدم و فقير و لا يملك زوجةً ولا عيالاً....و من يملك المال أسر بسر احتفاظه للمال و دل عليه صاحبه!!!


في فترة عصيبة تخيل المعدم أنه قد حصل على المال و أصبحت لديه زوجة و عائلة!!! و لكنه قال لنفسه كيف أحصل على المال؟ فتذكر سر صديقه!!! هنا تذكر أن صديقه أخبره أنه يخبيء ماله في حفرة صغيرة تحت فراشه الذي ينام عليه هو وزوجته و ينام بينهما طفلهما الصغير معهما!!! فكيف يصل إلى المال؟؟!!

و في ليلة باردة و مظلمة و المطر يهطل بشدة و الوحل كثير ....تقدم الصديق المعدم نحو غرفة صديقة....فكيف يبعدهما عن الفراش؟؟!!! هنا تشجع و أخذ يحبو تارة و أخرى يقف ليمشي ...حتى أيقن أنهما مستغرقان في النوم ....فسحب الطفل من بينهما بدون أن يشعرا!!! و أخرجه معه لحوش الغرفة و وضعه تحت المطر و بين الوحل!!! ليصحو و يصرخ الطفل!!!

و صار له ما أراد فصحى الطفل و صرخ و علا صراخه خارج الغرفة و بين الوحل و مع هطول المطر!!! و سمع أبواه صوته فحملا نفسيهما له مسرعين لنجدته و باستغراب وسط هذا الوحل و المطر و الظلام....و أخذا يحتضناه ليهدئا من روعه!!! و ما إن هدأ روعه!!! حتى بدأ روع جديد سريع!!!


هطلت الأمطار و ازدادت الأوحال .....و سقطت أخشاب الغرفة و السقف و انهارت على الصديق المعدم وقت أن مد يده ليحصل على المال!!! ارتاعا من هول الصدمة و هما يريان هدم الغرفة ....لكنهما ضحكا و فرحا عندما شاهدا أن كليهما أي الزوج صاحب المال و الزوجة و ابنيهما خارج الغرفة و سالمين!!! و عرفا أنه قدر الله....و لكنهما لم يعرفا أنه هناك!!! صديق الأسرة المعدم....فحدث أن سمعا أنيناً يخرج من بين أنقاض الغرفة و صوت المطر.....تقدم الصديق صاحب المال و مد يد المساعدة لهذا الصوت و الأنين!!! و لكنه عرف من هو و من هو صاحب هذه الغدرة!!! و رأى أن يطلب له المساعدة لإخراجه ....لكنه ما لبث أن فارق الحياة .....و هو يتمتع بصفته الذميمة الغدر ....و الغدرة!!!

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لكل غادر لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان".

و قال الشاعر:

أخلق بمن رضي الخيانة شيمة ألا يــــرى إلاّ صــــريع حوادث

ما زالــت الأرزاء تلحق بؤسها أبداً بغــــادر ذمّــــة أو نــــاكث

السبت، 27 مارس 2010

شح رجل في مرآة !!!

بعد طول غياب ...رأيتها هناك ...
وقد وقفت قبالة المرآة واستمعت إلى حديثها ...تخاطب المرآة ...
وهو ما جعلني ابتعد عنها وخشيت أنها قد رأتني
وراءها في المرآة فلقد رأتني!!
و سارعت الخطى تاركة بقايا صورة وراءها في مرآتها...
واحتفظت بحديثها الذي لم استكمل الاستماع له! ...
ولم أعرف نهايته بسبب خوف شديد في داخلي منعني
من استكمال الاستماع لحديثها!!
لقد هربت منها! و من صورة في مرآة وتركت بقايا صورة عندها!!
ولكنني حين هروبي منها!! وجدتها أمامي !! وقبالتي !!
ولم أكن وراءها!! وأشارت علي بأن تستكمل الحديث وأن استكمل
الاستماع وأن أعرف نهايته فالخوف الشديد هو ما يمنع النفس من
أشياء كثيرة وهو ما سيطر على سلوكيات كثيرة لم يكن يمنعها شيء
سوى خوف شديد لا مبرر له ولكنه استحكم السيطرة وقد سيطر عليها!!
فأشارت أن أترك خوفاً شديداً لا مبرر له سوى التحكم بحياتي!!

واسترسلت الحديث أمام المرآة وأنا عندها وقالت الآتي:

"مررت طيلة الإثنا عشر شهراً الفائتة وقرابة الشهرين علاوة على ذلك!!
بأكثر من مئتي رجل!! ولم أجد فيهم إلا الشح والبخل حتى في الكلمة الطيبة ...
وأنا إذ التقيت بهم وأحسنت الظن بهم ولكنهم ليسوا كما ظننت بهم ...
وإني لأجد إلا الخيبة في رجائهم والتأمل منهم شيئاً ...
وإني قد قرأت في صحف وكتب الأولين وسيرهم أن الكريم كريم
لا يُغَيَرُ من طبعه ولا يُغَيَِرُه من حوله!
ولا يتغير بسبب الظروف التي من حوله فهو يصنع المجد بكرمه حتى
وإن كان فقيراً معدما فهو الكريم ابن الكريم في خلقه وأخلاقه وخلقه!
وتراه و قد أنجب الكرام من بعده وتناولت سيرته كل كرم و قد صار
عنواناً له و من موروثه وإني لأجد في سير الكرام كل كريم وكل
كرم أصيل ينبع من كرامة النفس وعزتها وإباء الضيم له
ولمن استرجاه أو طلبه أو تأمله بكرمه وجوده ومساعدته...
فتجد أن الكريم يحسن إكرام من قدم عليه ويسعى لمساعدته بكل
وسيلة في مقدوره وتراه يأبي على من طلبه الضيم والرجوع صِفر
اليدين مما استرجاه ومن رجائه ...
وتراه قد أحسن الإكرام ممن أحسن الظن به فيرفعه تكريماً له لإحسان الظن به
وإتيانه وتراه يتورع بل يهاب ويخشى أن يخيَب أمل طالبه ومن استرجاه...
وتراه يلغي كل أمر فداءً لأمر وطلب من توجه إليه وأحسن الظن به...
وتراه يتحرَج أن يرى ضيفه ومن رجاه أن يفلس من رجائه ومطلوبه ...
وتراه يتهيأ لمنع كل ما من شأنه أن يخيَب رجاء من قصده ...
وراعه أن يرى أي شيء يشين حصول طالبه لمطلوبه
ورجاءه فيُعمل فكره وجهده في إتيان مطلوبه بكل ما أوتي
من خير ومعين برجاء وتسديد لحصوله على مطلوبه...
وما عرفت أنني حينما قرأت الكتب أن التقي برجل واحد ملك مثل صفات
من قرأت عنهم في إتيان الطالب لمطلوبه بكرمه وعدم تخييب ظنه به ...
ويا أسفاه فلقد تعددت الوجوه وطفت عليهم أسألهم مطلوبي وطلبي ولكنهم
كثر ولكن لم أجد منهم أي كرم... وتعددت الوجوه ولكنني
وجدت الشح يجمعهم والبخل يصيغ نفوسهم النفس تلو النفس...
و تعددت الوجوه لعملة واحدة جمعتهم وهي الشح فيما عندهم
والحرص والبخل حتى في كلمة طيبة ونفس راضية مطمئنة!
وعرفت أنني لم أجد الكريم منهم وربما لن أجده ويا أسفاه بل حسرتاه
فلقد طفت عليهم جميعاً بحرج وظن كبير منهم !
و بهم أن يساعدوني ويا حسرتاه اختنقت العبرات في نفسي
واختنقت النفس من شحهم وتعرضت لنظراتهم ولسؤالهم والبؤس
في نظراتي لكنهم لم يكرموا حتى إحساني الظن بهم..
وساروا وخلفوني وراءهم ...كنت أطوف حولهم أترجى!!
ويا لخيبة الرجاء ويا لذل الرجاء يقتل عزة نفسي بما لم يكرموا رجائي
ويا لحرقة وغصة الألم التي تعتصر رجائي بهم فقد سمعوا لي ولم يعوا ولم
يفهموا طلبي ولربما فهموا ووعوا لكنهم بسبب شح أنفسهم شحوا المساعدة
وقتلوا الرجاء عندهم... وضاع الإباء وأولموا لي الضيم ببخلهم وشحهم ...
وعرفت أنني لن أعود أطلبهم وقد اجتمعوا على الشح والبخل في كل أحوالهم
ويا لأسفي وخيبة ظني بهم ...وأين أجد الكريم الذي؟! لا يعوزني ولا يظلمني
ويتهيَب بل يتحوَب أن أخفق في رجائي له وألا أفقد الرجاء أو حتى
أتعرض لرجائه فهو الأريب العاقل الألمعيَ الذكي! الذي يكرمني
حتى قبل التعرض لرجائه أو حتى التفكير به...
ويا لأسف زمن أعيش به كل من طفت عليه من رجل!!
عرفت أن الشح والبخل قد شاب عليه وثقل.
ويا الله كم عرفت أن الكثير من الصفات الكريمة في الخلق والأخلاق
قد ذهبت واختفت ولم تبق وللأسف إلا في الكتب! وجمعت الكتب من
حولي خير جليس وخير عزلة. أعتزل منها كل شح الأنفس وبخلها ....
ويا الله كم كنا نحسن الظن بالكريم فيكرمنا ولكن لم يبق كريم سواك
يا الله نحسن الظن به فيكرمنا ويعيد لنا عزة النفس التي طفنا بها
ليكرمنا بها رجل!! ولكن وللأسف رحل ...ولم يبق ذاك الرجل بكرمه
المعهود والمكتوب الذي سطرته الكتب في الأزمان السابقة وعهدناه
في أيام النقاء والكرم الأخلاقي الشريف في ذاكرة تاريخ مشرق.
وإني عدت لنفسي الأبية ومنعتها الرجاء إلا من أكرم الأكرمين
الله رب العالمين
هو الذي يحسن إليَ ويكرمني لأني أحسنت الظن به وهو الذي
يرفعني لأني توجهت إليه أرجوه وهو الذي أكرمني وهو الذي
يعرف أنني عرفت أنني أخطأت في التجائي لغيره طلباً في كرمه ...
وهو الذي يعطيني برجائه وهو الذي يكرمني أيما كرم ليس عند غيره
ولا عند رجل أصيب بشحه وبخله فأقعده لا هو أكرمني
ولا هو عني رحل!! البخيل بمنه والبخيل ببخله وشحه المتصل.
وأنا إذ عرفت قدري فلن أعوز غير كفيَ ويديَ أرفعهما إلى
السماء داعية أكرم الأكرمين الذي لا يعوزه شيء ولا ينقصه شيء
والذي يتحرَج بل يستحي أن يرد يديَ صِفرا
وهو الذي أنا أحسنت الظن به وهو القائل جل جلاله:

"أنا عند ظن عبدي بي ، فليظُن بي ما شاء"

ولن أعيد ما شاء الله أن أحسن الظن برجل أو انسان طالما
عرفت أن الإنسان شحوح مناع للخير جزوع لنقصٍ..
بخيل شحيح حتى على نفسه بالخير وعمله.
همه الدنيا تسيطر عليه فيبخل ويشح عن
علي مساعدتي وحتى رجائي واحساني
الظن به فيخيَب ظني به وأسعى لمن هو أكرم
منه الكريم الذي حسن الظن به ورجائه لا يخيب".

إلى هنا رأيتها تختفي مبتسمة! وقد تفطرت المرآة متكسرة!
و عرفت أن حتى شح الرجل في مرآة !!

الخميس، 25 مارس 2010

للنساء فقط.....المعارض شيء!!!!

كنت قد شاركت في إحدى المعارض النسائية و للنساء فقط ....و التي تستخدم وسيلتين من وسائل العرض: 1- الطاولات بأرقام معينة و2- القوائم (ستاندز). و كل وسيلة بحسب سعر الاشتراك و نوع المادة المعروضة. فعلى سبيل المثال لا الحصر. يتم استخدام الطاولات لعرض المأكولات، الأقمشة الصغيرة التصميم، الحجابات المزينة بالكلف أو بالتطريز، عرض أدوات المكياج و الإكسسوارات، عرض أدوات المطبخ و الديكور المنزلي، و تتخللها طاولات للقهوة و الشاي و البسكويت المعمول أو الجاهز. و تتنوع الطاولات في عروضها التي تستقبل الزائرات و المشتريات النساء. أما بالنسبة للقوائم فتتجمل بأحلى التصميمات من ملابس تتنوع مصادرها و أفكار تصاميمها و تتباين في مستوى رقي تصاميمها و رقي خاماتها و أسعارها و تتحول تارة للسواد الكامل يتخلله بعض الألوان المزركشة حين تعرض عليها العبايات النسائية الواسعة و الفضفاضة الجميلة.....و تتوسع لعبايات الموضة و الكتف والسهرات!!! و هي ليست من اهتماماتي فأنا ألبس عباية رأس و جميلة. و تتحول تارة لقوائم مليئة بالألوان المسيطرة الواحدة أو بالتصماميم الباهرة!!! و المعرض يمتد على مساحة شاسعة مخصصة فقط للنساء و هو عبارة عن فيلا استخدم لهذا العرض. و يمتد المعرض لمدة أربع أيام و على فترتين صباحية و مسائية.
كانت مشاركتي الأولى في هذا المعرض و قد لاحظت شخصياً تنوع الأفكار و التصاميم بين المشاركات و تفوق البعض على الآخر في نوعية المعروض خاصة إذا كانت أوجه المقارنة لنفس خامة و نوع المعروض. على سبيل المثال البدلات و الدراريع. لحظت فروقات متباينة تستطيع المرأة أن تختار ما يناسب ذوقها و تستطيع كشف تفوق تصميم على آخر و لنفس البائعة أو المشاركة. و حقيقة أغلب المشاركات كويتيات من بنات بلدي الكويت الحبيبة. و قد تفوقن و بجدارة بتفوق معروضهن الراقي و الغالي جداً في بعض التصامميم!!!

في إحدى الطاولات كان هناك 4 فتيات صغيرات ازدهرت طاولتهن بالمبيعات. لا تكاد ترى إلا حركة مزدحمة بين تسليم و استلام!!! أو لا تسمع إلا تطبيق الأكياس و تدبيس الكروت!!! كن يبعن حجابات راقية الخامات بتطريز و كلف و كان سعر الحجاب 5 دنانير كويتي و بالتطريز 10 دنانير كويتي فقط!!! و حقيقة قد تفوقن على الكثيييير من عمداء التسويق بالإبتسامة و الروح المرحة و الأدب و الوقار و الاحتشام و الصدق و الهدوء و الذكاء المتنوع بكل المجالات. و هن حقيقة فتيات في عمر الزهور و من خلال حديثي معهن عرفت أنهن لا يزلن على مقاعد الدراسة في الجامعة!!! و في سنة ثانية و ثالثة!!! ما شاء الله أنعم و أكرم. خيرة بنات الكويت. طموح و رقي. أتمنى من كل بنات الكويت الرقي و الاهتمام بالعمل الجاد و سد أوقات الفراغ بمثل هذه الأعمال الإنتاجية و الجميلة المبدعة.

و حقيقة للحق فقد لاحظت أن هؤلاء الفتيات من بنات الحضر و قسماً بالله أنني انتبهت على حواجبهن مع كل هذا الرقي و العروض و التحضر لم أشاهدهن متنمصات!!!

نعم و للأسف في أيامنا هذه أرى الكثير من الفتيات و بنات البيت البيت!!! و الغير متزوجات أيضاً متنمصات مائلات مميلات!!! للأسف و من بنات بدو أيضاً أحيانا!!!


هذه عينة رأيتها بعيني و وقفت على نهجها قرابة يومين و والله أنك لتعرف الشريف الطموح من خلال تعامله و هنا لحظته فيهن هؤلاء الفتيات الصغيرات. يا ليت كل البنات مثلكن!!! الله يوفقكن. و يا ليت نرى الأسر تدعم مثل هذه التطلعات و لو فقط في أوقات فراغ بناتهن!!! و لا يقتلوا الإبداع في مهده و يتجاهلوه كما فعل الأولون بنا الله يسامحهم!!!

نأتي لمشاركتي الشخصية في المعرض و عرضي الشخصي و هي حقيقة تجربتي الأولى و الشخصية. وأنا و بحكم عملي شاركت فقط في الفترة المسائية و عرضت قمصان للخروج و قمصان للبيت و لكنها راقية جداً و أنيقة و خفيفة و عملية و حتى أن بعض خامات القمصان التي شاركت بها تكاد تلفها بين معصميك و راحة يديك فلا تحس بها من خفتها و رقي خامتها و نعومتها و لا تحتاج للكي فالخامة عملية جداً و لا تتعفس أو تتأثر بالطي!!

المهم عرضت بعض خامات أخرى و لها تصاميم من إبداعي و أفكاري و خاماتي و لكن للأسف بعضها لم يلق رواجاً و هي حقيقة لأني كنت استخدم في بعض خاماتي تصاميم أوروبية و قد أحضرتها من سويسرا و ألمانيا و بريطانيا!!! لكن الذي لحظته أنه لم يعد النساء يرغبن بالأوروبي و الغربي!!! لأنهن شبعن منه و متوافر في الأسواق هنا و هناك!!! و ربما لا أحد يدري ربما لو كنت عرضته في دولة أخرى غير الكويت لوجد رواجاً أكثر!!! من يدري!!!

كان عندي قطع جميلة جداً فاقت المعروضات و لن تجد لها مثيلاً لا في المعرض هذا ولا في غيره لأنني أنتقي الغريب أحياناً و المميز!!! و للأسف و أقولها لكم أنه تمت سرقة جميع هذه القطع بلمح البصر!!! و بالفترة الصباحية !!! لأنني لم أكن متواجدة وقتها!!! و خسرت هذه القطع للأبد!!! و لم أقم بتصويرها للأسف لأن وقت عرضي لها كنت أنوي تصويرها بالفترة المسائية!!! شيء محبط و مخزي و كسيف و مؤثر بالخسارة و الخسران!!! لماذا يا نساء السرقات؟ عيب عليكن الاختطاف للمعروضات و بلمح البصر!!! إذا لم يكن هناك دين أو حتى ضمير!!! فهو عيب و من القيم الدخيلة و المنحدرة أيما انحدار بعيداً عن رقي الحال والأحوال!!! أتعلمن يا نساء أنني من ضمن سفراتي التي أسافرها لطلب العلم فقط!!! وليس السياحة!!! أولاً أنني أعاني في مصاريف دراستي و سفراتي و سفري!!! أتعلمن أن عروق دمي تتجمد في الطائرات ذوات الرحلات الطويلة مع السهر و التعب و الأرق و الجوع و الخوف!!! كل هذا و أنا أسافر لوحدي وبلا محرم لأنه أنا عفت الذكور و تركت الذكور لحال سبيلهم!!! ثم تأتون أنتن يا أناثي يا نثيات يا آنثات يا أنثيات يا سيدات المجتمع!!! الراقي و يا مخمليات المظهر و العلن خيشات المخبر و السر!! و تئدن أحلامي بكن بمستقبل جميل !!! و تثنين تقدمي للمستحيل!!! و تسرقن بضاعتي!!! و أي بضاعة كل مميز و جميل ولا مثيل!!! و تتركن تعبي في الطائرات يطير!!! عيب والله النساء يسرقن من مثيلاتهن و الله خزي عار غير أنه شيء غير جميل يا مدعيات التجمل والجميل!!! للأسف شعرت بالأسى على بضاعتي و زج القدر و النصيب بهكذا مصير!!! للأسف الحريم النساء بواقااااات حرامية خائنات العين و الأبصار و البصيرة!!! علاوة على أنهن ناقصات عقل و دين ....و أضيف أنهن ناقصات علم و يقين....للأسف يسرقن لأنفسهن في المعارض و العروض ....قمامة في التصرفات...لهذا أنا سأغلق باب المشاركات ....و لو إلى غير حين و لن أرجع للمشاركات التي ضيعت علي اختياراتي و بضاعتي و لم أكسب سوى الأسى و اللوعة بفقدان مقتنياتي للأسف....نساء سوء و بئس المصير ....النساء داركن النار و الجحيم فعلاً كما قيل عنكن حطب نار جهنم يأكلكن آآآآمين. البواقات الحرامية المخادعات. أكرهكن كم أكرهكن ....لقد كرهت الذكور و الآن الإناث هههههه لك يبق شيء لم أكره بعد. حسبي الله و كفى حسبي الله وكفى!!! الحريم خسارة في خسارة لا تعطونهن وجه. شكراً. انتهي لقراري لن أشارك في معرض نسائي بعد اليوم وهذه تجربتي الشخصية!!! يالللهول كل شيء عندي عكس!!! ايش أسوي يااااا ربي ....الحمد لله ....الحمد لله. شكراً!!!

الأحد، 21 مارس 2010

بين الابداع والنسخ!!!و ازدواجية الأسماء المستعارة!!! و مسامح!!!

قال مسامح:



أكتب أول موضوع لي بمعرفي بضم الميم (أي الاسم المستعار أو ما يعرف بالنيك نيم) هذا مسامح!!! و لعلي أجد نفسي مسامحاً بفتح الميم الثانية من معرفي و مسامحا بكسر الميم الثانية من معرفي و يا ليتني أجد مرآة فأعرض اسمي مسامح فلا ينعكس ذلك المسامح على مرآتي و لا ينكسر خاطر ذلك المسامح في حياتي!!!

أكتب أول موضوع بدون أدنى تحضير مسبق إنه هنا على طاولة التحضير الانترنتي و بدون مسودة أو رتوش...ارتجالي المسامح و الشعور....

إنني أرى المواضيع حين تصفحي اياها إما بالمتكررة وقد تكرر عرضها من قبل أكثر من معرف و من قبل أكثر من شخص و من قبل أكثر من زمن!!!

وإنني لأرى مواضيعاً قد نشرت و لكن نقلت و لم تخط بمجهود من اختطها أو نقلها ....ولم تذيل بمصدرها ولا بكاتبها ...ولم يشر إلى صاحبها الحقيقي الذي حقيق علينا أن ندل على مجهوده فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ...وحقيق أن نرد الحق لأهله....فنذكر نقله بشيء من الحق.


شيء بديهي أن نرى الانترنت حافلة بمواضيع متكررة تحمل أسماء مختلفة لكنه نفس الموضوع....من صاحبه الأصلي؟؟
لا نعلم!!! فحري بنا التماس الصدق في تعاملنا حتى وإن كنا خلف أقنعة الأسماء المستعارة و الانترنت....

يجدر بنا ذكر الناقل و المنقول و الابتعاد عن التضييع للحقوق و استلابها من أصحابها......لذا....

أردنا أن لا نكون إمعة إن أحسن الناس أحسنا وإن أساء الناس أسأنا ....

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا".


وكذلك....يكفي التفكر في هذا الحديث الشريف....فقط سنعرف ما نهدف إليه ....إنه الرقي الأخلاقي و السمو الأخلاقي الرفيع في دروب تسهل علينا التستر خلفها للحصول على مميزات دنيوية كالشهرة أو الارتقاء بمجهود غيرنا من الضعفاء كحال الدنيا في هذا الزمان ....يصعدون للمجد والرخاء على أكتاف الضعفاء!!!


عن أبي أمامة الحارثي -رضي الله تعالى عنه- ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏من ‏ ‏اقتطع ‏ ‏حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله، قال: وإن ‏ ‏قضيبا ‏ ‏من ‏ ‏أراك (عود سواك) رواه مسلم .


أشد ما يحفزني للقراءة هو ما صدر من مجهود شخصي لم ينقل و بذل فيه مجهودا صاغ فيه فكره و ثقف فيه فكره و راح يتجول بين كتبه و معلوماته يصيغها فكرة فكرة لموضوعه حتى وإن لم يصل للقمة في طرحه فهو مجهوده الشخصي و اعتمالاً لمحاولة الرقي في تفكيره و ثقافته و عنوانا لمجده.

يسعدني أن أرى كاتب الموضوع قد حاول الكتابة بنفسه و بفكره و يكفي أنه وثق في قدرته و حاول....

إن الثقة أيضا تلعب دورا في النفس فلا تخجل من أن تصيغ موضوعك بنفسك و فكرك بدلا من نقله من آخرين .....ويكفي أنك
تعمل بضم التاء تفكيرك لتصيغ أفكارك في موضوعك أنت و تبقى الحقوق محفوظة!!! طالما أننا تعلمنا أو تعاملنا بخلق المسلم الحفيظ لحق غيره!!!!



شكرا لكم......


الاصيله........

بائع الوقف !!!

من أكره ما أكره بل أمقت ذلك المصري ....الذي لبس دشداشة ...ثوب مصفر بلون الكركم....بصبغة خليجية .....و القذارة تحيط جسده من أعلاه إلى أخمص قدميه.....و التحى لحية اصطبغت بلون أحمر برتقالي صدأ اللون....سار بين السيارة و الأخرى المتوقفة بجانبها ....في مواقف سيارات إحدى الجمعيات التعاونية ....في جانبها مسجد...يصدح بذكر الله ....و أذان الله أكبر....ثم انتعل نعالاً وددت لو أشغلته نعلاً و صقعاً على رأسه الذي لبس فوقه طاقية مصفرة من العرق و التنقل بين الشوارع بكيسه الذي يحمله....أتدرون ماذا كان يحمل معه!!!......إنها أسفار الحمار.....و التي يتشرف و تشرف الحمار الحقيقي ...لكنه حمار ليس كحمار الأسفار....لا أنه حمار الإستهتار و الإستغفار المصطنع في الأحوال و الهيئة!!!


نعم يحمل أسفار للتكسب المادي.....أتدرون ماذا كان يبيع باسم التدين و صنع الوقار.....و قد خدعت به بعدما طار بالمال و الله حتى لو كان مقدار المال بسيطاً ....لم أكن لأرضى .....أن يكسبه من كان هذا منهجه.....و لو كنت غنية و ثرية و مليونيرة لم يهمني هذا المبلغ ....الزهيد و البسيط .....و لكن ما كان يهمني ....هو استغفال البسيط من العامة و الغافل من المارة و خاصة النساء .....لقد كنز في داخل كيسه ....الكثير من المطويات و الكتيبات الدينية و التي تحض على الصلاة و التطهر و الصدق و التبتل!!!

الكتب!!!! كلها كانت وقفاً لله!!!.....كتب في أول صفحاتها و على بطانة أغلفتها ....توزع مجاناً!!!! و لوجه الله......و هذا يتكسب من وقف الله على الكذب على الله في الباطن و السر و في العلن أمام الناس بمظهر البائع الزاهد المتبتل!!!

كم وددت أن أسحق رأسه هذا و ضميره الميت و مسلكه العفن. هذا و لا يزال يسرح هنا و هناك يبيع شيئاً مثل كتب وقفية و مطويات دينية عرضت للناس مجانية وبلا ثمن!!! و لكنه أبى إلا أن يتكسب على حساب الوقف و حساب الدين و بلا ثمن!!! و كم أود أن ألقاه مرة أخرى لألقنه درساً في الوقف والأخلاق!!! الوقفية!!! و لا حول و لا قوة إلا بالله!!!

وقف ...قائلاً....أتشترين مني كتباً دينية؟ فأنا أتسبب منها و أتكسب؟ و ينوبك ثواب و يجزيك خير و إنتي واللي تديني ...اللي عايزاه!! إنتي عايزة ايه اختاري.....اختاري أي كتاب و أي مطوية!!!....و خمطت (باللهجة الكويتية) اخترت بسرعة عدداً منها و بلا انتباه و أعطيته ما يريد من مقسوم بل و زيادة ....لأنني أعرف أن هذه الكتب لا تساوي شيئاً مما أعطيته له ....طلباً للثواب والإحسان!!! و لكنه الإحسان لله و ليس لمثل هذه الأشكال و التي بها الأمة الإسلامية و بحق مبتلاة!!!.....المشكلة أني عندما سألته أي كتب تبيع؟ من أي مذهب؟ ...قسماً بالله ...قال لي أترغبين بالشيعة؟ أأنت شيعية؟ و ماااااالوه ....أكون شيعي ....عاوزاني أصير شيعي و مااااالوه....عايزة كتب شيعة و مااااااالوه ...اديكي ....قلت له باستغراب مع استهجان!!! لاااا ما هذا....؟؟ أنا سنية ...أكتبك سنية؟؟ قال بلى ...سنية ...فعرفته متلون كالحرباء و بلا هوية!!! و بتااااااااع كلووووووه .....من الإخوة المصلحجية!!! تبعاً لتلقف المصلحة و تلون المسألة عند البشر ...ليس تبعاً لله و ما أمر!!!

المهم ....خمطت الكتب و بسرعة دفعت المقسوم له ....لأنني لاااا أحب أن يعترضني رجل و ضعوا تحتها ألف خط!!!!و يطلب المقسوم!!!...ببيع كتب دينية!!! اسرعت بسيارتي و اتجهت لمكان ذهابي و عند توقف إشارة المرور ....فتحت صفحات الكتب صفحة صفحة.....الصفحة الأولى ....هذا الكتاب وقفاً لله!!!....كتاب آخر أو بمعنى كتيبات تحمل ما تحمل من عبر و بحجم مختلف كبر أو صغر!!! المهم رأيت جميع الصفحات تقول هذه الكتب ليست للبيع و توزع مجااااااناً!!!!! أنا كيف صار حالي!!! كرهت هكذا رجل!!! وودت لو رجعت و لقنته درساً كما سبق أن قلت و رفسة في بلعومه و الصدر!!! حتى يتكلم بصدق ويعي مصدر الصدق!!!

و حسبي الله و كفى!!! و يااااه....كم أكره هؤلاء!!!.......شكراً لكم.

الحصان الأعمى ..

كنت قد ركبت سيارة صديقتي تشيلكوت وقد دعتني للجلوس بجانبها وهي تقود السيارة. وألبستني حزام الأمان...ولكنني لم أكن أحس بالأمان وقتها حين ركبت السيارة فقد كانت السيارة قذرة جداً بكل ما تحمله الكلمة من قذارة وعجبت منها وكتمت مصدر امتعاضي وعجبي منها وتجاذبت معها أطراف الحديث حينما يستدعي الموقف ذلك وكانت تشيلكوت تتحدث بأريحية وثقة واعتدال وكلماتها تحمل الحب والضيافة حسب ما تعودت عليه وحسب ما تعرفه وتؤمن به من انطباع وطبع ولم تكن تتطبع ولا تتصنع فهي انجليزية ولا تعرف التطبع!! ووصلنا لمكان بعيييد جداً عن المناطق السكنية وكان المكان واسعاً تحمله الخضرة والخضرة تحمله!!وفيه يمكنك أن ترى الأشجار الطويلة الشاهقة التي تعانق السماء الزرقاء الجميلة التي تلبدها الغيوم البيضاء والرمادية والسوداء البعيدة وتختفي هذه السماء كلما أوغلت في الذهاب إلى الداخل حيث تتشابك أوراق هذه الأشجار وتتعالى أغصانها المتشابكة وترى زحمة الأوراق الخضراء عليها ومن ثم ترى بجانبها حوائط رمادية أرجوانية اللون رطبة الأجواء وتتواصل مع دخولك نسمات هواء الشتاء البارد الجميل و أجواء برد منعشة كلما سرت داخل هذه الأجواء كلما تخللتك نسمات برد جميلة ورائعة تتخلل من فتحات تلك الحوائط المبنية منذ عصور العهد الفيكتوري ولربما تلاحظ وجود نوع من الآجر القديم المتلاصق وقد اصطفت كتل صغيرة منه شبه مربعة على ارتفاع الحوائط وقد خالط لونه اخضرار نمو تلك الخضرة الناعمة الدقيقة التي تخللت ونامت وسط حباته! جمال الطبيعة يصنعه الله فنطقت به حوائط!!!....سبحان الله ...وللحظات كان الجو هادئاً ساااكناً سكون البرد المنعش.. إلا أنه في زمن لحظة!! وبلحظة جالت في سكناته و علت.. أصوات جلبة ونباح كلاب وقد تجمعت..و من حولنا تحلقت..

مرحبة بنا وأنا مرعوبة منها وخائفة ليس منها بل على ملابسي أن تلتصق بها! فينقض وضوئي وأنجَس واضطر لأن اغسل نفسي سبع مرات: مرة بالتراب وسبعة بالماء!!... كنت حريصة وقتها ألا أنجس بأي منها وبأي من لعابها وشعرها بل حتى من نباحها ولله الحمد!! مراراً وتكراراً وقد خفت ولم أنبت ببنت شفة ولكنني قرأت آية الكرسي في داخلي ومن خارجي! صديقتي تشيلكوت تغمرها الجراء من كل حدب وصوب والكلاب تلعقها وهي تتعانق مع الجراء!! ويا لسعادتها وهي تحمل الجراء والكلاب تلهث من حولها وتلتصق شفاهها بأجزاء الكلاب!! وتوزع قبلاتها للكلاب هنا و من هناك مملوءة باللعاب!! منها ومن الكلاب هنا نادي القبلات الكلبية!! الحمد لله.. مع إني شخصياً لا أحب التقبيل ولا القبلات انتظرت ساعة الفرج و”صبرت ونلت ياختي “!!!الحمد لله لا أحد قبلني من الكلاب في كل هذه اللحظة!! , هههه , و لا أريد!!!....وصارت تشيلكوت طابع بريد تهيأ للارسال على ظهر مظروف للبريد!! من كثرة ما لاصقها من لعاب كلبي وقلبي في آن واحد!! ...تشيلكوت كانت وقتها في قمة الفرح والسعادة وأنا في قمة الرعب والتعاسة والقرف! تشيلكوت تشيلكوت صرت أناديها بصوت خافت على استحياء!! ويالله متى اتخلص من هذه المجموعة من الكلاب وقد أشرت وقتها لصاحبة الكلاب التي اتجهت نحونا مرحبة يا أهلا وسهلا امح امح (طبعا بالمصري لا يوجد بالانجليزي امح امح فيه كيس كيس kiss kiss :) بالانجليزي! والحمد لله فقد أتت مسرعة وقد أبعدت الكلاب عن دائرتي والتقطت كلابها بحنية وأمرتها بالذهاب بعيداً ولم تصدق الكلاب الوضع وظلت تحدق في تريد أن تحييني بتحية أحسن منها (: ولكنني ابتسمت ابتسامة صفراء منافقة لها!! وابتسمت الكلاب لي وقتها و..وهيا صاحت بها صاحبتها وانطلقت الكلاب مهرولة غير آبهة بي وأنا ارتحت وقتها وعرفت أنني لن أكون في مأمن لأن ليس فقط هذه الكلاب موجودة بل غيرها مجموعات تأتي وعلى دفعات ومن شتى بقاع المكان والأرض ..والغريب أنه كان من ضمن مجموعة الكلاب كلباً بثلاثة أرجل كان قد وقف بعيداُ وكنت أجزم أنه يعرفني و يعرف لم أردت الابتعاد عنهم! بل أجزم أنه يعرف السبب وقد فضل النظر إلي من بعيد محدقاً! ثم ابتعد بعيداً.. العشب والخضرة الجميلة كانتا تملأان المكان وتحيط بنا...و كنت أتمنى الجلوس على العشب مرة لكن أمنيتي لم تتحقق بالمرة ! وإلى الآن أتمنى هذه الجلسة ولن تتحقق لأنني تركت المكان وبلا عودة خاصة حينما رأيت تلك الكلاب تمرح وتلعب عليها ومع أصحابها !!! وسرت بعيداً مع صديقتي تشيلكوت ووقفنا جانباً ...آه انها حوائط خشبية وصهيل خيول!!! آه انها اسطبلات خيل رااائعة بكل ما تحمله الكلمة من روعة وبقمة من الترتيب والنظام وفتيان وفتيات يقمن على وضع الطعام بترتيب للخيل وحظائر خيل من جميع الألوان والأشكال ...وذهبت تشيلكوت لحصانها التي اشترته منذ ما يقارب السنة ووضعته هنا في هذا الاسطبل لأنها لم تكن تملك مكاناً تضعه فيه ..كنت قد سرت معها ناحية الحصان وقد كان ينظر على استحياء ويشيح بوجهه هنا وهناك ...للأسف كان الحصان أعمى...وقد أصبح مسناً ولكنه لازال صديقاً لتشيلكوت...تشيلكوت تحبه وتعانقه وأنا أحببته ولم أعانقه لأني حريصة على عدم الاتساخ بأي شيء !!
بعد نهاية الرحلة عدت للسيارة القذرة وكل هذا وأنا لم أعلق على قذارة السيارة ...كانت تشيلكوت ترمقني بنظرات استغراب وتقول لي الأجدر بك أن تقومي بالاستحمام اليوم وأنا أعرف أن السيارة قذرة ..هذا بسبب كلبي المدلل الذي يسكن السيارة لفترات طويلة معي وفي أوقات رحلاتي معه!!! اتسعت عيناي وقتها!! و عرفت أن حرصي على ألا أتنجس من الكلاب في المكان السابق لم ينجح وها أنذا أتنجس!! بل كنت متنجسة!! من الأول وأنا أجلس في مكان كلب تشيلكوت القذر وتنجست بكل ما تحمله الكلمة من نجاسة من القمة إلى القمة!!! ههه و انقلب الوضع عندي رأساً على عقب. وتساءلت أين أجد وقتها التراب لأقول بس يا بحر بس (: وأين التراب في أرض كلها خضرة ووحل!!! وكيف أغتسل سبع مرات في جو بارد وممطر وكيف وكيف وصرت أبحث عن فتوى لكي لا استحم !! وفي الحقيقة ولا أخفيكم سراً أنه ومن صغري بل من طبعي ههه أنني لا أحب الاستحمام (: فألغيت فكرة الاستحمام وقتها إلى وقت آخر (بعد رجعتي للكويت هههه)!! ولكن لا يهم و لا ضرر فقد مررت بتجربة وساعات ممتعة (: وحالتي كمن يخاف الهر فيقذف عليه الهر فجأة فيزول خوفه !! من الهر (كما هو في علم النفس عنصر المفاجأة لحل بعض المخاوف!!).

ثم حدثتني تشيلكوت عن كلبها الفارس الهمام الذي لا يشق له غبار ...فهو يوقظها في الصباح الباكر لتقوم لعملها ولتحضر فطورها في أوقات العطلة وهو من يحضر لها نعال الحمام (وأنتم بكرامة) ممسكاً نعلاً وراء نعل وعلى فمه أوسع ابتسامة (ابتسامة مشرقة) لتلبسها وقت ذهابها للحمام!

وحدثتني تشيلكوت في أوقات .. أنها تستقبل نافذة الصالة في منزلها أيام نهايات الأسبوع والعطل وتجلس أمام كلبها الفارس الهمام! وتتظاهر معه أنها تجلس مع شخص وتتحدث في كثير من الأمور وتتجاذب أطراف الحديث معه وخاصة إذا جن الليل وهدأ ... فيكون كلبها مقابلاً لها في الأريكة وتتحدث معه في كثير من الأمور وتتناقش بحدة إذا تطلب الأمر مع كلبها وكأن البيت فيه أكثر من شخص !! ويعارضها!! وكلبها يهز رأسه وذيله كلي آذان صاغية ...كلما سنحت له الفرصة بذلك!! عندها بكيت في داخلي لـها ولأجلها!! ولأجلي لأنها وحيدة وتعاني الوحدة والخوف فتشغل وقتها في العمل وفي منزلها مع فارسها الهمام!! وتشغل فراغها بزيارة ذلك الحصان الأعمى!!! ولربما هو أعمى لكنه يرى الحقيقة في بصيرته وقلبه ويقول تشيلكوت كم أنت رائعة وأصيلة.

الحاوية وأنا بعد منتصف الليل

كانت هناك حاوية القمامة الوحيدة التي ترمقني وأرمقها من خلال العين السحرية في

شقتي ....لم يمر أحد!!! .....الحياة كئيبة حتى مع حاوية القمامة هناك.....حتى القطط لم يعد لها رغبة في الحاوية و ما تحويه من قمامة!!!....

آه لم يعد لك دور مثلي أنت ...أيتها الحاوية ....فلنترك هذه الحياة و لتتركي يا حاوية
هذه الحياة و لنختفي معي هيا!!!


لم تسمعني تلك الحاوية !!! فقد ظلت ترمقني بنظراتها الحاوية لكل معنى الاستغراب!!! كانت تنتظرني أن أفتح لها الباب .....فهي ربما كانت تريد التحدث معي لبرهة من الزمن قبل الموعد المحدد لها فيه ...أن تفارقني ....قاربت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و ها هي الحاوية تختفي عند الفجر و بعد الساعة السادسة!!! بعد الفجر!!!

رجعت إلى مكانك أيتها الحاوية ها؟؟ و بعد الفجر مباشرة!!!... أتراك شهدت الفجر يا

حاوية!!! أم أنه لم يعد هناك فجر عندك ولم يعد عندك قدرة على التفريق بيني و بين
الفجر!!! نعم فكلها سواء عندك في حياتك يا حاوية!!!


سار المنشار قريباً منك ....و لا أدري لم سار من جنبك!!! و كيف سار من حولك و لكنه كان هناك فقد رأيته!!! آه لقد رأيته....هههههه....لا أدري ما علاقته بك ....ربما لأنني قد تعديت حدودي.....سأهرب عنك ....و سأتركك ....تصبحين على خير!!!


أغلقت إرماقي و عيني السحرية في شقتي.....و تركتها هناك ....وحيدة في الخلاء ....قمامة تزورها و قمامة تتركها!!! ....المهم هناك أشياء نفيسة تسكنها و لكن لا أحد يكتشفها سوى من هو يرزق بها!!! شكراً لك يا الله.

الجمعة، 5 مارس 2010

الكلب عائشة!!!

حيث كانت الساعة تقترب من الساعة الثامنة و النصف ليلاً ....حيث أن موعد إفطار شهر

رمضان المبارك في هذه المناطق يقترب و يحول!! و يخطيء و يصيب عدنا للساعات و

الحلول ....و حيث تبتعد عنا الكثير من المراكز الإسلامية ....بل تكاد تنعدم ....و

تزول!!!....و هناك حيث العتمة في الليل تقترب و شمس تلك البلاد تبدأ في

النزول ....هناك ...في إحدى الدول الشرق أوروبية!!!....خرجت مسرعة ...أنا و معي فتاة

مسلمة تركية....نبحث عن مكان للإفطار.....حيث أشارت بسلك طريق يؤدي بنا نحو مطعم

تركي في تلك البلاد النائية ....و سوف نسير مسافة 15 دقيقة لنصل إلى ذلك المطعم....و

قبل أن نصل إلى ذلك المكان ...توجهنا حيث علينا سلك أكثر من طريق و أكثر من اتجاه

للوصول إليه....كنت أحدث نفسي ...أن لا أذهب معها ...فقد انتصف الليل و أصبحت الساعة

التاسعة مساءً و نحن نتحدث للمسير...فكيف سنفطر و قد فاتنا وقت الإفطار ...و تأخرنا

للذهاب إلى ذلك المكان!!! و نحن ابتدأنا سلوك الطريق!!! صاحت علي بالمجيء و ألا أحدث

نفسي بالعدول!!! تعالي ...فلا يوجد لدينا وقت للتحدث و المسير!!! ههههه في قرارة

نفسي وددت العدول من نفسها بألا تكمل بدء المسير.....و رجوت ربي ألا تتحرك وتعدل

عن سلوكها المثير للشفقة ....ههههه فهي عزمتني و قررت ولا طريق للعودة عن هذا

المسير....وأول المسير ظلمة و عتمة....هههههه و سوادة وقفت قبالتي .....حسبتها هرة

بحركتها أمامي!!! أو صخلة ....سوداء....هذه بدايات نظرتي إليها وسط العتمة.... و

لكنها ....تنبح!!! ياللهول.....يا أمااااه....ما هذا ....و العدد يزيد ....مجموعة كلاب

سوداء....لا بالله ربحنا و ربح البيع يا سافينج...سافينج هو اسم التركية التي كانت

معي!!!....كما قالت لي معناه بالعربية سعيدة.....ههههه يا سعيدة.....جاك

السعد ....أنظري أمامنا....و الكلاب تحيطنا....و سوداء ....ما هذا ....إنها شياطين و

تذكرت الحديث الشريف....إنه شيطان بل جمع شياطين!!! ....الأخت لم تأبه لهم و تحركت

مسرعة عابرة إشارة المشاة و تركتني أعبث بأفكاري وشياطين الكلاب أمامي .....قالت

لا عليك تجاهليها و اعبري!!!....(ويل لي لا أدري لم تذكرت حينها قصيدة صوت صوت صفير

البلبلي للأصمعي!!! فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي!) ....كان الشارع

عتمة و الطريق المؤدي إليه مظلم و يلوح لي أفق الكلاب بجانبي شيء ملزم لي و علي !!

ألا أتحرك!!!ولكنني و حقيقة... لم أصب برعب على غير عادتي حين أرى الكلاب!!! هذه

المرة حقيقة...ربما لأنني وسط عتمة!!! أو لأنني كنت في بداية سفري كنت سعيدة في

رمضان و متيقنة أنه بوقته تتوصد شياطين الإنس و الجان فلا رعب... و كان عندي و لدي

قوة إيمان و خاصة بهذا الشهر!!!....المهم ...ارتفع نباح الكلاب ...وحولنا حديقة....أتت

صارخة و صوتها يؤنب الكلبة البادية بالنباح....زعيمة مجموعة أو قافلة الكلاب!!! و منادية

لها باسمها....عاااااائشة!!!!....عائشة ...تعالي هنا...عائشة توقفي ....و انحنت عائشة

لاهثةً!!! و تبعتها كلابها السائحة معها نحو صاحبتها الصارخة المنادية لها!!!....كانت

الفتاة التركية تسمع النداء على الكلبة!!! و من رعبي البسيط لم أنتبه ...حتى سحبت يدي

سعيدة ههههه قائلة لي ...الكلبة اسمها عائشة!!! باستغراب و فطنت لهذا!!!....و استنكرت

اسم عائشة و اطلاقه على كلبة سوداء!!! أنا أيضاً استهجنت الإسم ...و عذرتهم فلربما لم

يعرفوا من عائشة و ما عائش؟!!...و عرفنا أننا في بلد يندر فيه اسم عائش ودينه!!!

سلكنا الطريق سوياً هذه المرة ....الأحراش ...و الأرض كانت شبه غابات متكاثفة الأشجار و

الأغصان...ووصلنا للمطعم التركي حيث هو أيضاً وضع سوراً من الأشجار و الأغصان ولكنها

هذه المرة تشبه القصب و دخلنا بسلام!!! و أكلنا طعام الإفطار الذي انتهى وقته و اقترب

من موعد الإسحار و الأسحار!!!



والآن آمل أن تستفيدوا من بين سطور الموضوع فتعرفوا الدين و الديان!!! و ما بين سعيدة

والأصيلة من أشجان!!!



شكراً لكم

الأحد، 21 فبراير 2010

انفلوزتي شريفة و بنشري شريف و سيارتي بنت حلال



بنشر شريف
حدث في ما بين الساعة الرابعة و النصف بنشر في الإطار الأمامي اليمين و كانت السيارة تمر بمحاذاة مواقف سيارات فارغة !! لمدرسةخاصة خالية من وجود الطلبة لأنه لم يحن موعد بدء الدراسة بعد!!! و كان الشارع يقع في مسافة رأيت منها على بعد موقع محل بنشر قريب!!! من أمامي و لم ألحظ وجود موقع بنشر أيضاً قريب من خلفي!! أي موقع وقوف سيارتي!!! كم هو مذهل هذا الأمر و حمد الله كثيراً....و قلت في نفسي هذا البنشر بنشر شريف!! و لم يحدث إلا في هذا الوقت و في هذا الموقع المليئ بمحلات البناشر!!!

ذهبت لمحل البنشر الذي يقع أمامي مباشرة مشياً على الأقدام بعد عبوري شارعين رايح و جاي!! إلا أن راعي البنشر كان مشغولاً و قال لي أين سيارتك ووصفت له مكانها مشيرة إليها هناك و هي ترى بالعين المجردة قريباً من المكان....إلا أنه قال سآتيك بعد أن أركب السيارة بعد خمس دقائق من الآن و رجعت إلى سيارتي لانتظر مجيئه ليصلح البنشر!! إلا أنه لم يأت حتى بعد فوات الخمس دقائق إلى أن أصبح من الوقت نصف ساعة من سؤالي له بتصليحها!! ذهبت إليه مرة أخرى مشياً!!! لكن لم أجد أي شخص في المحل و قد قاربت الساعة على الرابعة و النصف و أكثر!!! حتى استوقفني أحد الحاضرين المارين بالبنشر و سألني ماذا أريد حيث أنه لحظ أن راعي البنشر غير موجود منذ فترة طويلة !!! ....وأشار بوجود بنشر على مقربة مني حين أخبرته بحاجتي لبنشرجي!!! قال: انظري خلف هذا المحل ...هناك محل بنشر آخر!!! ياللهول فقط مررت بسيارتي من ناحيته و لم ألحظه!!! نعم من الخلف حيث وقف بنشر سيارتي هناك....و ذهبت ماشية لأجد من قام بتصليحها مشكوراً و على وجه السرعة و على خير ما رأيت من حسن خلقه و تواضعه و أدبه.....و انتهى البنشر على خير و الحمد لله.....و من الصدف أنني كنت جائعة شديدة الجوع لم أذق طعم الأكل منذ الصباح الباكر حيث كنت في عملي إلى لحظة خروجي من العمل قرابة الساعة الرابعة مساءً وقت حدوث البنشر!!! و كان بين هذين البنشرين محل مطعم!!! لم أمنح نفسي فرصة لطلب أكل منه و لم أتجرأ حيث أنني فضلت تصليح البنشر واعتبرته أولوية من الأولويات على الأكل!!! و طافني المطعم و لم أطلب شيئاً حتى بعد تصليح بنشر السيارة و ذهبت حيث سكني لأشكر الله و أحمده .....و لأقول أن سيارتي بنت حلال و بنشري شريف!!!!


سيارتي بنت حلال
نعم تعودت من سيارتي والحمد لله كل خير....فما يمر مأزق إلا وتختار الأفضل لي ....إنه قدر الله وتصريف أمور بقدر الله والحمد لله اللطيف بعباده....و الحمد لله الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه....فمرة حدث حادث و كان وقت مطر و انزلاقات في الشوارع ....حدث أن عملت انقلابات تلو الانقلابات لأني كنت مسرعة وقتها و هذا خطأ اعترف به في وقت كنت مسرعة في شارع زلق و كثير الأمطار....و انقلبت سيارتي بشدة قلبة تلو قلبة و كنت أشاهد أعمدة النور في الشارع مقلوبة معي رأساً على عقب!!! و قتها اقتربت اقتراباً شديداً من أحد الأعمدة إلا أن لطف الله و سيارتي انحرفت عنه بسبب الرصيف و الإنزلاق الشديد فهوت بي مرة أخرى و لكن اعتدلت في انقلابها و أصبحت كما لو لم تنقلب في المرة الأولى!!! و لم يحدث شيء والحمد لله....إنه تصريف الأقدار و الحمد لله ...لكنني كنت أحب سيارتي و أحسها تحس باحساسي و كأنها خيل اعتاد على ركوبي لها!!! خيل من حديد و سيارة لها احساس بشر!!! كانت تحنو علي في كل مرة و تجدني معها!!! إنها سيارة شريفة!!! و نعم التربية!!!

و الحمد لله لولا قدر الله ما عرفنا حق الله و رحمته و لطفه و الحمد لله .....و لا قيمة بعضنا البعض و أقصد هنا سيارتي و إطاراتها و أجهزتها و حزامها الأماني!!!

كانت سيارتي تحس بي و تعتبرني أحد أفراد أسرتها فهي تحنو علي و لا تتعطل أو تتوعك إلا في أفضل الأفضل من الأماكن و الأحوال!!! و هذا ما رأيته بتجربتي الخاصة مع سيارتي الشريفة....أحبك يا سيارتي فلا تتركيني مع الأهوال لوحدي!!!

آه يا ليتني أجد شخصاً مثلك يحبني كحبك و يعطف علي كعطفك ....ياااه لكنا بألف خير و أفضل!!!....سيارتي جميلة و تبحث عن زوج و لكنها لا تريد سوى الشريف مثلها!!! ياااه كم نحن الشرفاء غربااااء لا نجد من يماثلنا...أويقربنا في هذا!!! قليل وجودنا و تواجدنا!!! بل حتى لقاؤنا يكون غامضاً حتى لا نعرف كيف نتصل ببعضنا أو حتى لو اقترب طرف آخر من آخر انقطع الطرف الآخر عن الاتصال لقدر و سوء تصريف أقدار!!! ياااه كم أحب أن التقيك يا من ضيعته و ضيعني !!! مرة أخرى!!! من تصاريف القدر ...أنني لا أعرف كيف اتصل به....و لا أعرف كيف ألتقيه مرة أخرى...فقط أسطر هنا بعض ما أعانيه بسبب فقدي له حتى قبل أن أعثر عليه!!!! يااااه ....كم هو محزن أن تعثر على شريف مثلك!!! و لا تجده ....بل تفتقده قبل أن يجدك و تجده!!!! يااااااااااااه أصرخها ملأ عباب السماء الذي تجتره الطائرات مجيئاً و ذهاباً إلى حيث هناك في أعالي السماء ولا تستقر!!!

أين أنت يا نجم!!! افتقدتك!!! و ضيعتك و لم أجدك!!!

المهم سيارتي شريفة و تحب الشريف مثلها و علها تجده في عباب السماء قبل الأرض!!!

إنفلونزتي شريفة

ثم إن إنفلونزتي شريفة ....تحبني و تعرف أي مكان و زمان تصيبني فيه.....نعم هي شريفة و قد حلت بي زائرة في الكويت و لم تأتيني زائرة و أنا في سفري خارج الكويت!!! و إلا لكانت قصص تروى و تروى و لا تنتهي!!!


المهم فقط وددت أن أسجل إعجابي بهؤلاء الشرفاء فتحية لهم: انفلونزتي الشريفة.....و بنشري الشريف.....و سيارتي المحلقة الشريفة......و ربي يوفقكم و يرزقكم خير ما تتمنون يا ربي يا كريم و كل يأخذ نصيبه الأفضل و الأحلى و الأجمل و الأكمل.....و الحمد لله على كل حال ولا حول ولا قوة إلا بالله ....خالق الأرض و السماوات و السهول و الوديان و الجبال و الجمال!!!


شكرا لكم.

الاثنين، 15 فبراير 2010

الكلاب الأصيلة 1!!

كان هناك صاحب يلعب بالكلاب ....و قد أسحر يوماً في حاجة عند قوم....و كان معه كلب كان يختص به من دون سائر كلابه الأربع ....

كان هذا الصاحب قد أصابته عداوة مع هؤلاء القوم فلم يرجع!!....قبضوا عليه و الكلب يراهم....فخرج الكلب عليهم و هجم و لكنه لم يستطع!!

تعاظم عليه فراقه!!! أي صاحبه!!....و أوغرت في قلبه جراحه فوق جراح جسده...رجع الكلب إلى أهله!! و جاء إلى بيت صاحبه يعوي....

و افتقدت أم الصاحب ابنها!! عله يرجع!!! سيرجع!!!

حتى علمت مصابها....أن الصاحب لن يرجع!!! حينما شاهدت كلب الصاحب و جراحه ....فعلمت لا محالة أن الجراح التي بالكلب من فعل القوم

الذين قتلوا ابنها...فأقامت عليه مأتماً و عويلا....و طردت كلابه الأربع....و بقي الكلب و جراحه تدمع!!!

و في يوم و ليلة .....مر القاتل لابنها ....و الكلب رابض مكانه....عند بيته الصاحب و أمه....فعرفه الكلب و أدمى و أوجع....

ثم نهشه و علق به حتى صار بينه قطعاً أربع أربع!!

صاح المجتازون له و اجتهدوا في تخليصه أي أربع (بكسر الباء!!) أربع!! فلم يتمكنوا ....و صار القاتل قبره عند بيت الصاحب ...صاحبه!!!

و قبل أن يفرق الموت بينه و بين حياة القاتل و أم الصاحب....تعرفت الأم على هذا الحدث و الكلب ....و صاح القاتل ....و اعترف بقتل ابنها و دل على قبره!!!

ثم ما لبث أن فارق الحياة إلى موته و ....صار إلى مخالب كلب الصاحب .....هذا هو الكلب الأصيل ....و ما أحوجنا إلى مثله!!!



الاصيله

الكلاب الأصيلة 2!!

هذه قصة حقيقية حدثت في زمن حقيقي سابق ....و لا نستبعد أن تحدث في أزمنة لاحقة ....و لكن حسب صدق الصاحب و صدق العاطفة و صدق المصحوب من الكلاب تحدث مثل هذه القصة!!!....و هذه الكلاب لابد أن تكون من ضمن سلسلة و سلالة الكلاب الأصيلة!!

كان لصاحبنا هذا - و كان يطلق عليه الحارث بن صعصعة-.. أصدقاء و أي أصدقاء!!! كما الحرباء أو السحالي الجرباء!!! تتلون و تتحول....يصبحون أصدقاء ...و دائماً ما يجالسونه في النهار .....ثم يتحولوا ....و دائماً ما يتحولوا له.... ندماء في الليل ....و يحلو السهر لهم و معه في الجوار!!!

هل كانت الخمر تلعب بأحوالهم ....أو الشياطين بهم .....اللهم أعلم؟؟!!......و هل كانت من بين أو من ضمن ندمائهم كلاب سود أو كلب أسود أظلم؟ اللهم أعلم!!! .....


إنما أعلم أنه كان لديه كلب و أي كلب!!! رباه الحارث معه و من صغره .....و أصبح هذا الكلب الآكل الشارب يحب صاحبه و يتعلق به ....تربى على رؤيته و حفظ حقوقه ....و الظاهر أن تربية هذا الصاحب ...أثمرت ثمرة يانعة المشارب!!! و سادت أحوال كلبه له حباً و غيرةً و قلما تجتمع هذه عند حيوان أو أي صاحب!!!

و في ليلة من الليالي... كالحة ومالحة السواد!! (: كما كلاحة و سواد الكلاب الضالة و السحالي.....


تعرف نديم إلى زوجة الحارث .....و أشغلته ....ابتسامة .....و نظرة .....و كلمة ....و حوار و محاورة .....و من ثم نقاش ....و تعرف على وجهة نظر ....و لقاء!!! كما يحدث عندنا في بعض الأحوال الحالية .....و هو لا يريد سوى تسلية عابرة ....و شهوة ليلة عاتية!!!......و كثير هم ندماء الليل ....و لكن بلا خمر و لا شياطين .....و لكن ....بحلة و بحجة راقية!!!


و الزوجة زوجة!!! و النديم يعرف أنها زوجة!!....و حقوق الزوج ....سارية!!! و لكننا يبدو أننا لا بد أن نعلن لهما سبباً راقياً و جولة في أفق أخلاق سامية!!! فهي تعلم كرم الضيافة و لابد أن تكون هذه أحوال سامية....ثم لابد أن يكون بعد هذه الجولة و الجولات!!! قد أصبح جاراً ...و حقوق الجار ....لا بد أن تكون سارية و لكن بمعنى ....فاضل و راقي كما يصوره هذه الأيام بأخلاق فاضلة ....و يضع له مسميات...و أغطية واقية!!!

و خرج الحارث ينشد حاجة و لكنه كان قد خطط و قدًر لها وقتاً ...و لكنه نسي حاجة لم يكن يخطط لها مساراً و لا وقتاً ....و يبدو أنها ستخلق له احتياجات!!! و سيرى لاحقاً أنه...لم يضع لها وقتاً....!!!

و في طريق حاجته ....تخلف نديم....أولع شغفاً بمعشوقته الزانية ....و الزوجة!!!....لصديقه الحارث!!! كان يعوي كلب أسود في طريق الحارث ....و كان الحب الأسود يعلن صرخاته بين نديم و زوجة الحارث!!!


الكلب صاحب الحارث ....تخلف أيضاً و لكنه لم يتخلف عن مراقبة هذا الحب الأسود....هجم الكلب عليهما .....مزقهما ....قتلهما .....ووضع حداً لهذا الحب الأسود!!!......استباح دمهما ....كما استباحا عرض الصاحب!!!


رجع الحارث .....نظر إليهما ....و عرف الأسود!!!......عانق كلبه و عانق الكلب صاحبه ...أجهشا في البكاء....بكيا ....و بكيا معاً.....الكلب و الحارث ....كما تبكي الأصدقاء!! ....و بكيا و لكن ...كان ...بكاء الحارث كان!! ليس عليهما (أصحاب الحب الأسود!!) و لا على حاله (الحارث)....و إنما كان بكاؤه عظيماً...و شديداً على وفاء و غيرة و حب كلبه له.....و قال له ...أنعم و أنعم....هذا هو كلبي الأصيل ....و ترك الحارث ...الصحبة و النديم....و مرت الليالي سوداً....و اتخذ الحارث كلبه نديماً ... و صار له (الكلب) نعم النديم... .... يسهر معه و ينشد له فيقول:



فللكلب خير من خليل يخونني *****و ينكح عرسي بعد وقت رحيلي
سأجعل كلبي ما حييت منادمي *****و أمنحه ودي و صفو خليلي....



هذا كلب أصيل ......و ما أجمل الكلاب الأصيلة .....في زمن قل به الكلب الأصيل!!!.....




كتب بتصرف ....الاصيله.....

أنا و جيراني السبع....!!!!

سألني أحدهم عما إذا كنت أعرف دكتورة تريد الزواج و لها من العمر الثلاثون عاماً.....فأجبت ....نعم أعرف ...و الكثييييير ...ممن يرغبن بالزواج.....و لا يجدن هذا الزوج .....و لا هذا الإدعاء ...المسمى...الزواج!!! و أجابني قائلاً: ....هلمني ...نعم ...هل تعرفين؟ ....أخبريني بسرعة....قلت: نعم....أنا ...و جيراني السبعة....حيث أنني أبحث عن زوج ...طيلة عشرون سنة مضت ....حيث كانت بداياته عشر سنوات... تعلقت فيها بالأمل سنة بعد سنة....
و تبعتها عشر سنوات أخريات ....و لكن ....بالعمل ....فقد تطور البحث عملياً و لم يشغله الأمل كما كنت بالسابق....و سنة بعد سنة ...أيقنت بالعمل و البحث العملي....أن الزواج ...عملة نادرة ....و خاصة في مثل هذه الأيام ....و التي انعدمت فيها رجولة الرجولة.....و كثرت فيها الذكورة و ذكورة الذكورة و الفحولة....و اصطبغت طابع الرجولة بالكلام ....
حينما تسأل شاباً لم يتجاوز السادسة عشر مثلاً ....و تقول له: أأنت رجل؟ ....فيجيب بكل جرأة و صراحة: أي نعم أنا رجل....و هو لا يفقه ما معنى رجل.....و يسير على هذا المنحى ....حتى عندما يشيب رأسه و يغزوه الأمل بالشباب ....ليردد ها أنا رجل....و لكن بلا تحمل للمسؤولية و لا تحلي بالصفات التي تحمل معنى الرجولة كالشهامة و الحنو و العطف و الانكسار لانكسار المرأة ....التي أفنت عشرون سنة و نيفاً أو أكثر ....تبحث عن الرجل!!!



ثم استدركت....أن تبحث له عن دكتورة تريد الزواج!!!.....قلت له ...ما قلت....فاستبعد أنا ...و ركَز على جيراني السبعة.....



فقلت:

و هذا الميدان يا حميدان.....فسألني: ....عن حضر و سمار و بياض بشر!!!..فقلت عندي رقم 1- دكتورة ....من الحضر....فسألني عن العمر....قلت في الأربعين....



قال: لا أريدها .....قلت: عندي رقم 2- دكتورة من الحضر....و العائلة....و المبتدأ و الخبر!!! ...قال: و العمر؟ قلت قد قاربت على انقضاء الثلاثين و اقتراب السنين العشر إلا شهر!!!

فقال: لا ....فقلت: عندي رقم 3- دكتورة ....و لكنها من السمر...سمار بشرة لا ينذر بالخطر!!!....قال: لا أريدها من البيضاوات و ذوات الجمال و الخصر....قلت: عندي رقم 4- دكتورة عمرها 39 و هي نفس عمري...قال لي: لا أريدها في الثلاثين و أريد أن تنجب لي الولد و السند....و أريدها أن تتقبل أني من مؤيدي التعدد و معدد!!

قلت: عندي رقم 5 و 6 و 7 ....نفس مواصفاتي و كل من عائلة و قبيلة مختلفة.....فأظهر استياءه و عدم رغبته.....في الخامسة و السادسة و السابعة.....لعمرهن الذي سدد و قارب نهاية الشوط الأول من المباراة في هذه الحياة....فلا سدد ولا قارب مرماهن ....فالعمر قارب الأربعين و تعدد خانات الآحاد ...فصار يلعب بين الواحد و التسع!!!



قلت: لا تبتئس.....لأنهن دفعتي ....و طبيعي أن يكن نفس عمري بزيادة أو نقصان سنة هنا أو هناك....لا يهم ....المهم ....أنني عرضت ....أنا ....و جيراني السبع!!!



قلت له: اذهب للمكان الفلاني....هناك....يكون للخطابة مكان....و ابحث عما تريد و ما يكتب الله لك فاعلم أنه تعالى يقول للأمر كن فيكون....و كان....ما قضى لك في هذا الزمان!!!



و لم يلحظ....أنني قد عرضت نفسي له من قبل عشرون سنة!!! و لم يكن!! و عرضت عليه الخطابة و المكان....و قد انتظرته في هذا الزمان.....و ما كان!!!



و الحمد لله رب السماء و الأرض على ما يكون و كان....



و خرجت مرددة.... لقد كنت و بنت!! و أنا و جيراني السبع!!! عرضت!!!

رسالة للذكور.....عقبال البراقع.........

رسالة للذكور.....عقبال البراقع


يوجد الكثير من الذكور في وطننا الكويت .....و للأسف يشيحون بنظرهم يمنة و يسرة عن بنات يبعدن عنهم بضعة مترات أو كيلومترات!! و هن بنات بلدهم الكويت بينما في نفس الوقت يركزون نظرهم على بنات و نساء يسكن خارج الكويت و يتعنون للذهاب إليهن في أقاصي بقاع الأرض لمسافات بعيدة تصل في بعض الأحيان لملايين الكيلومترات!! و من حولنا من الوافدات اللائي يسكن قلبهن المصلحة و الدينار الكويتي و الشاب الكويتي للمصلحة....و شبابنا في الكويت يركضون وراءهن بلهث و بلهف الكلاب الغبية و ليست المسعورة بل الكلاب المستأنسة والمستدجنة من قبل الوافدات!!....بودي أن أقول لمثل هؤلاء الذكور يكفيكم ما تفعلون و لتلبسوا البراقع إن شاء الله في القريب العاجل.....لأن وجودكم أصبح مثل عدمكم و صنائعكم مثل وجيهكم فلتلبسوا البراقع للعار الذي جلبتوه على أنفسكم ....و ليس لبس البراقع عار على النساء و لكنه عار عليكم أيها الذكور الأغبياء....

ألم تنظروا حولكم؟ أم فقط تحبون أنفسكم الدنيئة و الصغيرة صغر الحشرات الحقيرة....أنتم يا ذكور تفكرون فقط حول أسفلكم لا تنظرون إلى أبعد من أرنبة أنوفكم المزكمة بحب كل وافدة تجيء حولكم....يغشاكم الحب و الرقي و التمدن و التحضرو الإتيكيت والسنع و الرجولة الشهامة!!! و الرومانسية فقط!! حينما تحلق حولكم وافدة....بينما بنت البلد....الكويتية ...تنصبون لها العداء و تشيرون عليها بأصابع الاتهام و الخواء الرومانسي و الخواء العاطفي و قلة التدبير و قلة السنع في البيت و التربية و العمل....و تبخلون عليها بأقل درجة من درجات العطاء أو حتى الإرتقاء بالسلوك الإنساني!!! يا حيوانات ...أنتم يا حثالات المجتمع...يا من تصدرت جريدة الكويت بأسماء وافداتكم (زوجاتكم) للجنسية الكويتية....على قل سنع منكم و قل وفاء للكويت و احترام لبنت البلد الكويتية الصابرة على بلاويكم في حق الكويت و الجنسية الكويتية...

أنتم يا من صنعتم هالة كبيرة من الإعتذارات و الأعذار التي هي أقبح من ذنوبكم باصطناعكم الحيلولة من الزواج ببنت البلد الكويتية تارة بغلاء المهور و أنتم كاذبون....لم يعد هذا عذر....و تارة بجمال الأخريات غير بنات البلد ...و هذا غير حقيقي لان القبح يوجد في أخلاقهن قبل أرواحهن و أشكالهن من وافدات الفلس و التعاسة و القهر ...و تارة بالحب و الرومنسية ....وهن يأتين من بلاد تتصدر أخبار الجرائم في بلادهن بعناوين ضرب و قتل و تقطيع الأزواج في أكياس ....و خيانة الزوج و تشريد الأبناء ....و الدعارة و العهر و فساد الطوية و السجية و تربية الأبناء ....أنتم يا ذكور من حولتم مجتمع صغير متجانس إلى مجتمع مخلط كوكتيل من نسيج غير متناسق اختلط الحابل بالنابل و تكاثرت فيه الساقطات ولكل ساقط لاقط!!! ثم أنتم يا ذكور من تساهلتم بتحويل مسار الكويتية إلى عوانس تواعس ....و إلى يائسات تزوجن بأجانب عن هذا البلد ليس لسواد عيونهن تزوجوهن بل لمصلحة و فساد نية وطوية....و المحاكم تشهد بذلك عليهن و لهن طال الزمن أو قصر....بقي لدينا نساء آنسات ...و عوانس ينتظرن فرج الله....ليتحولن إلى يائسات بسن اليأس أو يائسات منكم ...أو يائسات للحصول على براقع لأنكم ستلبسونها و ستتسببون بنقص شديد يستحيل بل ييأسن أن يحصل على برقع للجمال....بسبب لبسكم للبراقع عاجلاً غيرآجل....كل زواج بكويتية أصيلة أصلية من الكويت قلتم عنه صعب و من سابع المستحيلات....لأنكم لا تريدون فقط لا تريدون....أنتم لا تريدون و لا يوجد سبب غير أنكم لا تريدون....هكذا ....لأنكم حثالة مجتمع تربية الوافدات و الخادمات و الركض وراء كل شيء غريب ....كما يقول المثل....عنزة الفريج تحب التيس الغريب و هذا المثل لكم يا ذكور.....و كفوكم!! تفرحون باللعبة كأنكم أطفال ....و تنسون المرجلة و المسؤولية و لبس العقال فقط للمنظرة و القول بإني رجل أو رجال!!!....هل ستصبح نساء الكويت سوقا للزواج من الهنود و البنغال؟ هل هذا ما تريدونه يا ذكور البغال و أسوأ بل أضل من الدواب .....لهذا ...فلتنفعكم وافداتكم و لتنفعكم أنانياتكم....يا ذكور بل أخسأ الذكور....