الأحد، 21 مارس 2010

بائع الوقف !!!

من أكره ما أكره بل أمقت ذلك المصري ....الذي لبس دشداشة ...ثوب مصفر بلون الكركم....بصبغة خليجية .....و القذارة تحيط جسده من أعلاه إلى أخمص قدميه.....و التحى لحية اصطبغت بلون أحمر برتقالي صدأ اللون....سار بين السيارة و الأخرى المتوقفة بجانبها ....في مواقف سيارات إحدى الجمعيات التعاونية ....في جانبها مسجد...يصدح بذكر الله ....و أذان الله أكبر....ثم انتعل نعالاً وددت لو أشغلته نعلاً و صقعاً على رأسه الذي لبس فوقه طاقية مصفرة من العرق و التنقل بين الشوارع بكيسه الذي يحمله....أتدرون ماذا كان يحمل معه!!!......إنها أسفار الحمار.....و التي يتشرف و تشرف الحمار الحقيقي ...لكنه حمار ليس كحمار الأسفار....لا أنه حمار الإستهتار و الإستغفار المصطنع في الأحوال و الهيئة!!!


نعم يحمل أسفار للتكسب المادي.....أتدرون ماذا كان يبيع باسم التدين و صنع الوقار.....و قد خدعت به بعدما طار بالمال و الله حتى لو كان مقدار المال بسيطاً ....لم أكن لأرضى .....أن يكسبه من كان هذا منهجه.....و لو كنت غنية و ثرية و مليونيرة لم يهمني هذا المبلغ ....الزهيد و البسيط .....و لكن ما كان يهمني ....هو استغفال البسيط من العامة و الغافل من المارة و خاصة النساء .....لقد كنز في داخل كيسه ....الكثير من المطويات و الكتيبات الدينية و التي تحض على الصلاة و التطهر و الصدق و التبتل!!!

الكتب!!!! كلها كانت وقفاً لله!!!.....كتب في أول صفحاتها و على بطانة أغلفتها ....توزع مجاناً!!!! و لوجه الله......و هذا يتكسب من وقف الله على الكذب على الله في الباطن و السر و في العلن أمام الناس بمظهر البائع الزاهد المتبتل!!!

كم وددت أن أسحق رأسه هذا و ضميره الميت و مسلكه العفن. هذا و لا يزال يسرح هنا و هناك يبيع شيئاً مثل كتب وقفية و مطويات دينية عرضت للناس مجانية وبلا ثمن!!! و لكنه أبى إلا أن يتكسب على حساب الوقف و حساب الدين و بلا ثمن!!! و كم أود أن ألقاه مرة أخرى لألقنه درساً في الوقف والأخلاق!!! الوقفية!!! و لا حول و لا قوة إلا بالله!!!

وقف ...قائلاً....أتشترين مني كتباً دينية؟ فأنا أتسبب منها و أتكسب؟ و ينوبك ثواب و يجزيك خير و إنتي واللي تديني ...اللي عايزاه!! إنتي عايزة ايه اختاري.....اختاري أي كتاب و أي مطوية!!!....و خمطت (باللهجة الكويتية) اخترت بسرعة عدداً منها و بلا انتباه و أعطيته ما يريد من مقسوم بل و زيادة ....لأنني أعرف أن هذه الكتب لا تساوي شيئاً مما أعطيته له ....طلباً للثواب والإحسان!!! و لكنه الإحسان لله و ليس لمثل هذه الأشكال و التي بها الأمة الإسلامية و بحق مبتلاة!!!.....المشكلة أني عندما سألته أي كتب تبيع؟ من أي مذهب؟ ...قسماً بالله ...قال لي أترغبين بالشيعة؟ أأنت شيعية؟ و ماااااالوه ....أكون شيعي ....عاوزاني أصير شيعي و مااااالوه....عايزة كتب شيعة و مااااااالوه ...اديكي ....قلت له باستغراب مع استهجان!!! لاااا ما هذا....؟؟ أنا سنية ...أكتبك سنية؟؟ قال بلى ...سنية ...فعرفته متلون كالحرباء و بلا هوية!!! و بتااااااااع كلووووووه .....من الإخوة المصلحجية!!! تبعاً لتلقف المصلحة و تلون المسألة عند البشر ...ليس تبعاً لله و ما أمر!!!

المهم ....خمطت الكتب و بسرعة دفعت المقسوم له ....لأنني لاااا أحب أن يعترضني رجل و ضعوا تحتها ألف خط!!!!و يطلب المقسوم!!!...ببيع كتب دينية!!! اسرعت بسيارتي و اتجهت لمكان ذهابي و عند توقف إشارة المرور ....فتحت صفحات الكتب صفحة صفحة.....الصفحة الأولى ....هذا الكتاب وقفاً لله!!!....كتاب آخر أو بمعنى كتيبات تحمل ما تحمل من عبر و بحجم مختلف كبر أو صغر!!! المهم رأيت جميع الصفحات تقول هذه الكتب ليست للبيع و توزع مجااااااناً!!!!! أنا كيف صار حالي!!! كرهت هكذا رجل!!! وودت لو رجعت و لقنته درساً كما سبق أن قلت و رفسة في بلعومه و الصدر!!! حتى يتكلم بصدق ويعي مصدر الصدق!!!

و حسبي الله و كفى!!! و يااااه....كم أكره هؤلاء!!!.......شكراً لكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق