الاثنين، 15 فبراير 2010

الكلاب الأصيلة 2!!

هذه قصة حقيقية حدثت في زمن حقيقي سابق ....و لا نستبعد أن تحدث في أزمنة لاحقة ....و لكن حسب صدق الصاحب و صدق العاطفة و صدق المصحوب من الكلاب تحدث مثل هذه القصة!!!....و هذه الكلاب لابد أن تكون من ضمن سلسلة و سلالة الكلاب الأصيلة!!

كان لصاحبنا هذا - و كان يطلق عليه الحارث بن صعصعة-.. أصدقاء و أي أصدقاء!!! كما الحرباء أو السحالي الجرباء!!! تتلون و تتحول....يصبحون أصدقاء ...و دائماً ما يجالسونه في النهار .....ثم يتحولوا ....و دائماً ما يتحولوا له.... ندماء في الليل ....و يحلو السهر لهم و معه في الجوار!!!

هل كانت الخمر تلعب بأحوالهم ....أو الشياطين بهم .....اللهم أعلم؟؟!!......و هل كانت من بين أو من ضمن ندمائهم كلاب سود أو كلب أسود أظلم؟ اللهم أعلم!!! .....


إنما أعلم أنه كان لديه كلب و أي كلب!!! رباه الحارث معه و من صغره .....و أصبح هذا الكلب الآكل الشارب يحب صاحبه و يتعلق به ....تربى على رؤيته و حفظ حقوقه ....و الظاهر أن تربية هذا الصاحب ...أثمرت ثمرة يانعة المشارب!!! و سادت أحوال كلبه له حباً و غيرةً و قلما تجتمع هذه عند حيوان أو أي صاحب!!!

و في ليلة من الليالي... كالحة ومالحة السواد!! (: كما كلاحة و سواد الكلاب الضالة و السحالي.....


تعرف نديم إلى زوجة الحارث .....و أشغلته ....ابتسامة .....و نظرة .....و كلمة ....و حوار و محاورة .....و من ثم نقاش ....و تعرف على وجهة نظر ....و لقاء!!! كما يحدث عندنا في بعض الأحوال الحالية .....و هو لا يريد سوى تسلية عابرة ....و شهوة ليلة عاتية!!!......و كثير هم ندماء الليل ....و لكن بلا خمر و لا شياطين .....و لكن ....بحلة و بحجة راقية!!!


و الزوجة زوجة!!! و النديم يعرف أنها زوجة!!....و حقوق الزوج ....سارية!!! و لكننا يبدو أننا لا بد أن نعلن لهما سبباً راقياً و جولة في أفق أخلاق سامية!!! فهي تعلم كرم الضيافة و لابد أن تكون هذه أحوال سامية....ثم لابد أن يكون بعد هذه الجولة و الجولات!!! قد أصبح جاراً ...و حقوق الجار ....لا بد أن تكون سارية و لكن بمعنى ....فاضل و راقي كما يصوره هذه الأيام بأخلاق فاضلة ....و يضع له مسميات...و أغطية واقية!!!

و خرج الحارث ينشد حاجة و لكنه كان قد خطط و قدًر لها وقتاً ...و لكنه نسي حاجة لم يكن يخطط لها مساراً و لا وقتاً ....و يبدو أنها ستخلق له احتياجات!!! و سيرى لاحقاً أنه...لم يضع لها وقتاً....!!!

و في طريق حاجته ....تخلف نديم....أولع شغفاً بمعشوقته الزانية ....و الزوجة!!!....لصديقه الحارث!!! كان يعوي كلب أسود في طريق الحارث ....و كان الحب الأسود يعلن صرخاته بين نديم و زوجة الحارث!!!


الكلب صاحب الحارث ....تخلف أيضاً و لكنه لم يتخلف عن مراقبة هذا الحب الأسود....هجم الكلب عليهما .....مزقهما ....قتلهما .....ووضع حداً لهذا الحب الأسود!!!......استباح دمهما ....كما استباحا عرض الصاحب!!!


رجع الحارث .....نظر إليهما ....و عرف الأسود!!!......عانق كلبه و عانق الكلب صاحبه ...أجهشا في البكاء....بكيا ....و بكيا معاً.....الكلب و الحارث ....كما تبكي الأصدقاء!! ....و بكيا و لكن ...كان ...بكاء الحارث كان!! ليس عليهما (أصحاب الحب الأسود!!) و لا على حاله (الحارث)....و إنما كان بكاؤه عظيماً...و شديداً على وفاء و غيرة و حب كلبه له.....و قال له ...أنعم و أنعم....هذا هو كلبي الأصيل ....و ترك الحارث ...الصحبة و النديم....و مرت الليالي سوداً....و اتخذ الحارث كلبه نديماً ... و صار له (الكلب) نعم النديم... .... يسهر معه و ينشد له فيقول:



فللكلب خير من خليل يخونني *****و ينكح عرسي بعد وقت رحيلي
سأجعل كلبي ما حييت منادمي *****و أمنحه ودي و صفو خليلي....



هذا كلب أصيل ......و ما أجمل الكلاب الأصيلة .....في زمن قل به الكلب الأصيل!!!.....




كتب بتصرف ....الاصيله.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق