السبت، 27 مارس 2010

شح رجل في مرآة !!!

بعد طول غياب ...رأيتها هناك ...
وقد وقفت قبالة المرآة واستمعت إلى حديثها ...تخاطب المرآة ...
وهو ما جعلني ابتعد عنها وخشيت أنها قد رأتني
وراءها في المرآة فلقد رأتني!!
و سارعت الخطى تاركة بقايا صورة وراءها في مرآتها...
واحتفظت بحديثها الذي لم استكمل الاستماع له! ...
ولم أعرف نهايته بسبب خوف شديد في داخلي منعني
من استكمال الاستماع لحديثها!!
لقد هربت منها! و من صورة في مرآة وتركت بقايا صورة عندها!!
ولكنني حين هروبي منها!! وجدتها أمامي !! وقبالتي !!
ولم أكن وراءها!! وأشارت علي بأن تستكمل الحديث وأن استكمل
الاستماع وأن أعرف نهايته فالخوف الشديد هو ما يمنع النفس من
أشياء كثيرة وهو ما سيطر على سلوكيات كثيرة لم يكن يمنعها شيء
سوى خوف شديد لا مبرر له ولكنه استحكم السيطرة وقد سيطر عليها!!
فأشارت أن أترك خوفاً شديداً لا مبرر له سوى التحكم بحياتي!!

واسترسلت الحديث أمام المرآة وأنا عندها وقالت الآتي:

"مررت طيلة الإثنا عشر شهراً الفائتة وقرابة الشهرين علاوة على ذلك!!
بأكثر من مئتي رجل!! ولم أجد فيهم إلا الشح والبخل حتى في الكلمة الطيبة ...
وأنا إذ التقيت بهم وأحسنت الظن بهم ولكنهم ليسوا كما ظننت بهم ...
وإني لأجد إلا الخيبة في رجائهم والتأمل منهم شيئاً ...
وإني قد قرأت في صحف وكتب الأولين وسيرهم أن الكريم كريم
لا يُغَيَرُ من طبعه ولا يُغَيَِرُه من حوله!
ولا يتغير بسبب الظروف التي من حوله فهو يصنع المجد بكرمه حتى
وإن كان فقيراً معدما فهو الكريم ابن الكريم في خلقه وأخلاقه وخلقه!
وتراه و قد أنجب الكرام من بعده وتناولت سيرته كل كرم و قد صار
عنواناً له و من موروثه وإني لأجد في سير الكرام كل كريم وكل
كرم أصيل ينبع من كرامة النفس وعزتها وإباء الضيم له
ولمن استرجاه أو طلبه أو تأمله بكرمه وجوده ومساعدته...
فتجد أن الكريم يحسن إكرام من قدم عليه ويسعى لمساعدته بكل
وسيلة في مقدوره وتراه يأبي على من طلبه الضيم والرجوع صِفر
اليدين مما استرجاه ومن رجائه ...
وتراه قد أحسن الإكرام ممن أحسن الظن به فيرفعه تكريماً له لإحسان الظن به
وإتيانه وتراه يتورع بل يهاب ويخشى أن يخيَب أمل طالبه ومن استرجاه...
وتراه يلغي كل أمر فداءً لأمر وطلب من توجه إليه وأحسن الظن به...
وتراه يتحرَج أن يرى ضيفه ومن رجاه أن يفلس من رجائه ومطلوبه ...
وتراه يتهيأ لمنع كل ما من شأنه أن يخيَب رجاء من قصده ...
وراعه أن يرى أي شيء يشين حصول طالبه لمطلوبه
ورجاءه فيُعمل فكره وجهده في إتيان مطلوبه بكل ما أوتي
من خير ومعين برجاء وتسديد لحصوله على مطلوبه...
وما عرفت أنني حينما قرأت الكتب أن التقي برجل واحد ملك مثل صفات
من قرأت عنهم في إتيان الطالب لمطلوبه بكرمه وعدم تخييب ظنه به ...
ويا أسفاه فلقد تعددت الوجوه وطفت عليهم أسألهم مطلوبي وطلبي ولكنهم
كثر ولكن لم أجد منهم أي كرم... وتعددت الوجوه ولكنني
وجدت الشح يجمعهم والبخل يصيغ نفوسهم النفس تلو النفس...
و تعددت الوجوه لعملة واحدة جمعتهم وهي الشح فيما عندهم
والحرص والبخل حتى في كلمة طيبة ونفس راضية مطمئنة!
وعرفت أنني لم أجد الكريم منهم وربما لن أجده ويا أسفاه بل حسرتاه
فلقد طفت عليهم جميعاً بحرج وظن كبير منهم !
و بهم أن يساعدوني ويا حسرتاه اختنقت العبرات في نفسي
واختنقت النفس من شحهم وتعرضت لنظراتهم ولسؤالهم والبؤس
في نظراتي لكنهم لم يكرموا حتى إحساني الظن بهم..
وساروا وخلفوني وراءهم ...كنت أطوف حولهم أترجى!!
ويا لخيبة الرجاء ويا لذل الرجاء يقتل عزة نفسي بما لم يكرموا رجائي
ويا لحرقة وغصة الألم التي تعتصر رجائي بهم فقد سمعوا لي ولم يعوا ولم
يفهموا طلبي ولربما فهموا ووعوا لكنهم بسبب شح أنفسهم شحوا المساعدة
وقتلوا الرجاء عندهم... وضاع الإباء وأولموا لي الضيم ببخلهم وشحهم ...
وعرفت أنني لن أعود أطلبهم وقد اجتمعوا على الشح والبخل في كل أحوالهم
ويا لأسفي وخيبة ظني بهم ...وأين أجد الكريم الذي؟! لا يعوزني ولا يظلمني
ويتهيَب بل يتحوَب أن أخفق في رجائي له وألا أفقد الرجاء أو حتى
أتعرض لرجائه فهو الأريب العاقل الألمعيَ الذكي! الذي يكرمني
حتى قبل التعرض لرجائه أو حتى التفكير به...
ويا لأسف زمن أعيش به كل من طفت عليه من رجل!!
عرفت أن الشح والبخل قد شاب عليه وثقل.
ويا الله كم عرفت أن الكثير من الصفات الكريمة في الخلق والأخلاق
قد ذهبت واختفت ولم تبق وللأسف إلا في الكتب! وجمعت الكتب من
حولي خير جليس وخير عزلة. أعتزل منها كل شح الأنفس وبخلها ....
ويا الله كم كنا نحسن الظن بالكريم فيكرمنا ولكن لم يبق كريم سواك
يا الله نحسن الظن به فيكرمنا ويعيد لنا عزة النفس التي طفنا بها
ليكرمنا بها رجل!! ولكن وللأسف رحل ...ولم يبق ذاك الرجل بكرمه
المعهود والمكتوب الذي سطرته الكتب في الأزمان السابقة وعهدناه
في أيام النقاء والكرم الأخلاقي الشريف في ذاكرة تاريخ مشرق.
وإني عدت لنفسي الأبية ومنعتها الرجاء إلا من أكرم الأكرمين
الله رب العالمين
هو الذي يحسن إليَ ويكرمني لأني أحسنت الظن به وهو الذي
يرفعني لأني توجهت إليه أرجوه وهو الذي أكرمني وهو الذي
يعرف أنني عرفت أنني أخطأت في التجائي لغيره طلباً في كرمه ...
وهو الذي يعطيني برجائه وهو الذي يكرمني أيما كرم ليس عند غيره
ولا عند رجل أصيب بشحه وبخله فأقعده لا هو أكرمني
ولا هو عني رحل!! البخيل بمنه والبخيل ببخله وشحه المتصل.
وأنا إذ عرفت قدري فلن أعوز غير كفيَ ويديَ أرفعهما إلى
السماء داعية أكرم الأكرمين الذي لا يعوزه شيء ولا ينقصه شيء
والذي يتحرَج بل يستحي أن يرد يديَ صِفرا
وهو الذي أنا أحسنت الظن به وهو القائل جل جلاله:

"أنا عند ظن عبدي بي ، فليظُن بي ما شاء"

ولن أعيد ما شاء الله أن أحسن الظن برجل أو انسان طالما
عرفت أن الإنسان شحوح مناع للخير جزوع لنقصٍ..
بخيل شحيح حتى على نفسه بالخير وعمله.
همه الدنيا تسيطر عليه فيبخل ويشح عن
علي مساعدتي وحتى رجائي واحساني
الظن به فيخيَب ظني به وأسعى لمن هو أكرم
منه الكريم الذي حسن الظن به ورجائه لا يخيب".

إلى هنا رأيتها تختفي مبتسمة! وقد تفطرت المرآة متكسرة!
و عرفت أن حتى شح الرجل في مرآة !!

الخميس، 25 مارس 2010

للنساء فقط.....المعارض شيء!!!!

كنت قد شاركت في إحدى المعارض النسائية و للنساء فقط ....و التي تستخدم وسيلتين من وسائل العرض: 1- الطاولات بأرقام معينة و2- القوائم (ستاندز). و كل وسيلة بحسب سعر الاشتراك و نوع المادة المعروضة. فعلى سبيل المثال لا الحصر. يتم استخدام الطاولات لعرض المأكولات، الأقمشة الصغيرة التصميم، الحجابات المزينة بالكلف أو بالتطريز، عرض أدوات المكياج و الإكسسوارات، عرض أدوات المطبخ و الديكور المنزلي، و تتخللها طاولات للقهوة و الشاي و البسكويت المعمول أو الجاهز. و تتنوع الطاولات في عروضها التي تستقبل الزائرات و المشتريات النساء. أما بالنسبة للقوائم فتتجمل بأحلى التصميمات من ملابس تتنوع مصادرها و أفكار تصاميمها و تتباين في مستوى رقي تصاميمها و رقي خاماتها و أسعارها و تتحول تارة للسواد الكامل يتخلله بعض الألوان المزركشة حين تعرض عليها العبايات النسائية الواسعة و الفضفاضة الجميلة.....و تتوسع لعبايات الموضة و الكتف والسهرات!!! و هي ليست من اهتماماتي فأنا ألبس عباية رأس و جميلة. و تتحول تارة لقوائم مليئة بالألوان المسيطرة الواحدة أو بالتصماميم الباهرة!!! و المعرض يمتد على مساحة شاسعة مخصصة فقط للنساء و هو عبارة عن فيلا استخدم لهذا العرض. و يمتد المعرض لمدة أربع أيام و على فترتين صباحية و مسائية.
كانت مشاركتي الأولى في هذا المعرض و قد لاحظت شخصياً تنوع الأفكار و التصاميم بين المشاركات و تفوق البعض على الآخر في نوعية المعروض خاصة إذا كانت أوجه المقارنة لنفس خامة و نوع المعروض. على سبيل المثال البدلات و الدراريع. لحظت فروقات متباينة تستطيع المرأة أن تختار ما يناسب ذوقها و تستطيع كشف تفوق تصميم على آخر و لنفس البائعة أو المشاركة. و حقيقة أغلب المشاركات كويتيات من بنات بلدي الكويت الحبيبة. و قد تفوقن و بجدارة بتفوق معروضهن الراقي و الغالي جداً في بعض التصامميم!!!

في إحدى الطاولات كان هناك 4 فتيات صغيرات ازدهرت طاولتهن بالمبيعات. لا تكاد ترى إلا حركة مزدحمة بين تسليم و استلام!!! أو لا تسمع إلا تطبيق الأكياس و تدبيس الكروت!!! كن يبعن حجابات راقية الخامات بتطريز و كلف و كان سعر الحجاب 5 دنانير كويتي و بالتطريز 10 دنانير كويتي فقط!!! و حقيقة قد تفوقن على الكثيييير من عمداء التسويق بالإبتسامة و الروح المرحة و الأدب و الوقار و الاحتشام و الصدق و الهدوء و الذكاء المتنوع بكل المجالات. و هن حقيقة فتيات في عمر الزهور و من خلال حديثي معهن عرفت أنهن لا يزلن على مقاعد الدراسة في الجامعة!!! و في سنة ثانية و ثالثة!!! ما شاء الله أنعم و أكرم. خيرة بنات الكويت. طموح و رقي. أتمنى من كل بنات الكويت الرقي و الاهتمام بالعمل الجاد و سد أوقات الفراغ بمثل هذه الأعمال الإنتاجية و الجميلة المبدعة.

و حقيقة للحق فقد لاحظت أن هؤلاء الفتيات من بنات الحضر و قسماً بالله أنني انتبهت على حواجبهن مع كل هذا الرقي و العروض و التحضر لم أشاهدهن متنمصات!!!

نعم و للأسف في أيامنا هذه أرى الكثير من الفتيات و بنات البيت البيت!!! و الغير متزوجات أيضاً متنمصات مائلات مميلات!!! للأسف و من بنات بدو أيضاً أحيانا!!!


هذه عينة رأيتها بعيني و وقفت على نهجها قرابة يومين و والله أنك لتعرف الشريف الطموح من خلال تعامله و هنا لحظته فيهن هؤلاء الفتيات الصغيرات. يا ليت كل البنات مثلكن!!! الله يوفقكن. و يا ليت نرى الأسر تدعم مثل هذه التطلعات و لو فقط في أوقات فراغ بناتهن!!! و لا يقتلوا الإبداع في مهده و يتجاهلوه كما فعل الأولون بنا الله يسامحهم!!!

نأتي لمشاركتي الشخصية في المعرض و عرضي الشخصي و هي حقيقة تجربتي الأولى و الشخصية. وأنا و بحكم عملي شاركت فقط في الفترة المسائية و عرضت قمصان للخروج و قمصان للبيت و لكنها راقية جداً و أنيقة و خفيفة و عملية و حتى أن بعض خامات القمصان التي شاركت بها تكاد تلفها بين معصميك و راحة يديك فلا تحس بها من خفتها و رقي خامتها و نعومتها و لا تحتاج للكي فالخامة عملية جداً و لا تتعفس أو تتأثر بالطي!!

المهم عرضت بعض خامات أخرى و لها تصاميم من إبداعي و أفكاري و خاماتي و لكن للأسف بعضها لم يلق رواجاً و هي حقيقة لأني كنت استخدم في بعض خاماتي تصاميم أوروبية و قد أحضرتها من سويسرا و ألمانيا و بريطانيا!!! لكن الذي لحظته أنه لم يعد النساء يرغبن بالأوروبي و الغربي!!! لأنهن شبعن منه و متوافر في الأسواق هنا و هناك!!! و ربما لا أحد يدري ربما لو كنت عرضته في دولة أخرى غير الكويت لوجد رواجاً أكثر!!! من يدري!!!

كان عندي قطع جميلة جداً فاقت المعروضات و لن تجد لها مثيلاً لا في المعرض هذا ولا في غيره لأنني أنتقي الغريب أحياناً و المميز!!! و للأسف و أقولها لكم أنه تمت سرقة جميع هذه القطع بلمح البصر!!! و بالفترة الصباحية !!! لأنني لم أكن متواجدة وقتها!!! و خسرت هذه القطع للأبد!!! و لم أقم بتصويرها للأسف لأن وقت عرضي لها كنت أنوي تصويرها بالفترة المسائية!!! شيء محبط و مخزي و كسيف و مؤثر بالخسارة و الخسران!!! لماذا يا نساء السرقات؟ عيب عليكن الاختطاف للمعروضات و بلمح البصر!!! إذا لم يكن هناك دين أو حتى ضمير!!! فهو عيب و من القيم الدخيلة و المنحدرة أيما انحدار بعيداً عن رقي الحال والأحوال!!! أتعلمن يا نساء أنني من ضمن سفراتي التي أسافرها لطلب العلم فقط!!! وليس السياحة!!! أولاً أنني أعاني في مصاريف دراستي و سفراتي و سفري!!! أتعلمن أن عروق دمي تتجمد في الطائرات ذوات الرحلات الطويلة مع السهر و التعب و الأرق و الجوع و الخوف!!! كل هذا و أنا أسافر لوحدي وبلا محرم لأنه أنا عفت الذكور و تركت الذكور لحال سبيلهم!!! ثم تأتون أنتن يا أناثي يا نثيات يا آنثات يا أنثيات يا سيدات المجتمع!!! الراقي و يا مخمليات المظهر و العلن خيشات المخبر و السر!! و تئدن أحلامي بكن بمستقبل جميل !!! و تثنين تقدمي للمستحيل!!! و تسرقن بضاعتي!!! و أي بضاعة كل مميز و جميل ولا مثيل!!! و تتركن تعبي في الطائرات يطير!!! عيب والله النساء يسرقن من مثيلاتهن و الله خزي عار غير أنه شيء غير جميل يا مدعيات التجمل والجميل!!! للأسف شعرت بالأسى على بضاعتي و زج القدر و النصيب بهكذا مصير!!! للأسف الحريم النساء بواقااااات حرامية خائنات العين و الأبصار و البصيرة!!! علاوة على أنهن ناقصات عقل و دين ....و أضيف أنهن ناقصات علم و يقين....للأسف يسرقن لأنفسهن في المعارض و العروض ....قمامة في التصرفات...لهذا أنا سأغلق باب المشاركات ....و لو إلى غير حين و لن أرجع للمشاركات التي ضيعت علي اختياراتي و بضاعتي و لم أكسب سوى الأسى و اللوعة بفقدان مقتنياتي للأسف....نساء سوء و بئس المصير ....النساء داركن النار و الجحيم فعلاً كما قيل عنكن حطب نار جهنم يأكلكن آآآآمين. البواقات الحرامية المخادعات. أكرهكن كم أكرهكن ....لقد كرهت الذكور و الآن الإناث هههههه لك يبق شيء لم أكره بعد. حسبي الله و كفى حسبي الله وكفى!!! الحريم خسارة في خسارة لا تعطونهن وجه. شكراً. انتهي لقراري لن أشارك في معرض نسائي بعد اليوم وهذه تجربتي الشخصية!!! يالللهول كل شيء عندي عكس!!! ايش أسوي يااااا ربي ....الحمد لله ....الحمد لله. شكراً!!!

الأحد، 21 مارس 2010

بين الابداع والنسخ!!!و ازدواجية الأسماء المستعارة!!! و مسامح!!!

قال مسامح:



أكتب أول موضوع لي بمعرفي بضم الميم (أي الاسم المستعار أو ما يعرف بالنيك نيم) هذا مسامح!!! و لعلي أجد نفسي مسامحاً بفتح الميم الثانية من معرفي و مسامحا بكسر الميم الثانية من معرفي و يا ليتني أجد مرآة فأعرض اسمي مسامح فلا ينعكس ذلك المسامح على مرآتي و لا ينكسر خاطر ذلك المسامح في حياتي!!!

أكتب أول موضوع بدون أدنى تحضير مسبق إنه هنا على طاولة التحضير الانترنتي و بدون مسودة أو رتوش...ارتجالي المسامح و الشعور....

إنني أرى المواضيع حين تصفحي اياها إما بالمتكررة وقد تكرر عرضها من قبل أكثر من معرف و من قبل أكثر من شخص و من قبل أكثر من زمن!!!

وإنني لأرى مواضيعاً قد نشرت و لكن نقلت و لم تخط بمجهود من اختطها أو نقلها ....ولم تذيل بمصدرها ولا بكاتبها ...ولم يشر إلى صاحبها الحقيقي الذي حقيق علينا أن ندل على مجهوده فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ...وحقيق أن نرد الحق لأهله....فنذكر نقله بشيء من الحق.


شيء بديهي أن نرى الانترنت حافلة بمواضيع متكررة تحمل أسماء مختلفة لكنه نفس الموضوع....من صاحبه الأصلي؟؟
لا نعلم!!! فحري بنا التماس الصدق في تعاملنا حتى وإن كنا خلف أقنعة الأسماء المستعارة و الانترنت....

يجدر بنا ذكر الناقل و المنقول و الابتعاد عن التضييع للحقوق و استلابها من أصحابها......لذا....

أردنا أن لا نكون إمعة إن أحسن الناس أحسنا وإن أساء الناس أسأنا ....

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا".


وكذلك....يكفي التفكر في هذا الحديث الشريف....فقط سنعرف ما نهدف إليه ....إنه الرقي الأخلاقي و السمو الأخلاقي الرفيع في دروب تسهل علينا التستر خلفها للحصول على مميزات دنيوية كالشهرة أو الارتقاء بمجهود غيرنا من الضعفاء كحال الدنيا في هذا الزمان ....يصعدون للمجد والرخاء على أكتاف الضعفاء!!!


عن أبي أمامة الحارثي -رضي الله تعالى عنه- ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏من ‏ ‏اقتطع ‏ ‏حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله، قال: وإن ‏ ‏قضيبا ‏ ‏من ‏ ‏أراك (عود سواك) رواه مسلم .


أشد ما يحفزني للقراءة هو ما صدر من مجهود شخصي لم ينقل و بذل فيه مجهودا صاغ فيه فكره و ثقف فيه فكره و راح يتجول بين كتبه و معلوماته يصيغها فكرة فكرة لموضوعه حتى وإن لم يصل للقمة في طرحه فهو مجهوده الشخصي و اعتمالاً لمحاولة الرقي في تفكيره و ثقافته و عنوانا لمجده.

يسعدني أن أرى كاتب الموضوع قد حاول الكتابة بنفسه و بفكره و يكفي أنه وثق في قدرته و حاول....

إن الثقة أيضا تلعب دورا في النفس فلا تخجل من أن تصيغ موضوعك بنفسك و فكرك بدلا من نقله من آخرين .....ويكفي أنك
تعمل بضم التاء تفكيرك لتصيغ أفكارك في موضوعك أنت و تبقى الحقوق محفوظة!!! طالما أننا تعلمنا أو تعاملنا بخلق المسلم الحفيظ لحق غيره!!!!



شكرا لكم......


الاصيله........

بائع الوقف !!!

من أكره ما أكره بل أمقت ذلك المصري ....الذي لبس دشداشة ...ثوب مصفر بلون الكركم....بصبغة خليجية .....و القذارة تحيط جسده من أعلاه إلى أخمص قدميه.....و التحى لحية اصطبغت بلون أحمر برتقالي صدأ اللون....سار بين السيارة و الأخرى المتوقفة بجانبها ....في مواقف سيارات إحدى الجمعيات التعاونية ....في جانبها مسجد...يصدح بذكر الله ....و أذان الله أكبر....ثم انتعل نعالاً وددت لو أشغلته نعلاً و صقعاً على رأسه الذي لبس فوقه طاقية مصفرة من العرق و التنقل بين الشوارع بكيسه الذي يحمله....أتدرون ماذا كان يحمل معه!!!......إنها أسفار الحمار.....و التي يتشرف و تشرف الحمار الحقيقي ...لكنه حمار ليس كحمار الأسفار....لا أنه حمار الإستهتار و الإستغفار المصطنع في الأحوال و الهيئة!!!


نعم يحمل أسفار للتكسب المادي.....أتدرون ماذا كان يبيع باسم التدين و صنع الوقار.....و قد خدعت به بعدما طار بالمال و الله حتى لو كان مقدار المال بسيطاً ....لم أكن لأرضى .....أن يكسبه من كان هذا منهجه.....و لو كنت غنية و ثرية و مليونيرة لم يهمني هذا المبلغ ....الزهيد و البسيط .....و لكن ما كان يهمني ....هو استغفال البسيط من العامة و الغافل من المارة و خاصة النساء .....لقد كنز في داخل كيسه ....الكثير من المطويات و الكتيبات الدينية و التي تحض على الصلاة و التطهر و الصدق و التبتل!!!

الكتب!!!! كلها كانت وقفاً لله!!!.....كتب في أول صفحاتها و على بطانة أغلفتها ....توزع مجاناً!!!! و لوجه الله......و هذا يتكسب من وقف الله على الكذب على الله في الباطن و السر و في العلن أمام الناس بمظهر البائع الزاهد المتبتل!!!

كم وددت أن أسحق رأسه هذا و ضميره الميت و مسلكه العفن. هذا و لا يزال يسرح هنا و هناك يبيع شيئاً مثل كتب وقفية و مطويات دينية عرضت للناس مجانية وبلا ثمن!!! و لكنه أبى إلا أن يتكسب على حساب الوقف و حساب الدين و بلا ثمن!!! و كم أود أن ألقاه مرة أخرى لألقنه درساً في الوقف والأخلاق!!! الوقفية!!! و لا حول و لا قوة إلا بالله!!!

وقف ...قائلاً....أتشترين مني كتباً دينية؟ فأنا أتسبب منها و أتكسب؟ و ينوبك ثواب و يجزيك خير و إنتي واللي تديني ...اللي عايزاه!! إنتي عايزة ايه اختاري.....اختاري أي كتاب و أي مطوية!!!....و خمطت (باللهجة الكويتية) اخترت بسرعة عدداً منها و بلا انتباه و أعطيته ما يريد من مقسوم بل و زيادة ....لأنني أعرف أن هذه الكتب لا تساوي شيئاً مما أعطيته له ....طلباً للثواب والإحسان!!! و لكنه الإحسان لله و ليس لمثل هذه الأشكال و التي بها الأمة الإسلامية و بحق مبتلاة!!!.....المشكلة أني عندما سألته أي كتب تبيع؟ من أي مذهب؟ ...قسماً بالله ...قال لي أترغبين بالشيعة؟ أأنت شيعية؟ و ماااااالوه ....أكون شيعي ....عاوزاني أصير شيعي و مااااالوه....عايزة كتب شيعة و مااااااالوه ...اديكي ....قلت له باستغراب مع استهجان!!! لاااا ما هذا....؟؟ أنا سنية ...أكتبك سنية؟؟ قال بلى ...سنية ...فعرفته متلون كالحرباء و بلا هوية!!! و بتااااااااع كلووووووه .....من الإخوة المصلحجية!!! تبعاً لتلقف المصلحة و تلون المسألة عند البشر ...ليس تبعاً لله و ما أمر!!!

المهم ....خمطت الكتب و بسرعة دفعت المقسوم له ....لأنني لاااا أحب أن يعترضني رجل و ضعوا تحتها ألف خط!!!!و يطلب المقسوم!!!...ببيع كتب دينية!!! اسرعت بسيارتي و اتجهت لمكان ذهابي و عند توقف إشارة المرور ....فتحت صفحات الكتب صفحة صفحة.....الصفحة الأولى ....هذا الكتاب وقفاً لله!!!....كتاب آخر أو بمعنى كتيبات تحمل ما تحمل من عبر و بحجم مختلف كبر أو صغر!!! المهم رأيت جميع الصفحات تقول هذه الكتب ليست للبيع و توزع مجااااااناً!!!!! أنا كيف صار حالي!!! كرهت هكذا رجل!!! وودت لو رجعت و لقنته درساً كما سبق أن قلت و رفسة في بلعومه و الصدر!!! حتى يتكلم بصدق ويعي مصدر الصدق!!!

و حسبي الله و كفى!!! و يااااه....كم أكره هؤلاء!!!.......شكراً لكم.

الحصان الأعمى ..

كنت قد ركبت سيارة صديقتي تشيلكوت وقد دعتني للجلوس بجانبها وهي تقود السيارة. وألبستني حزام الأمان...ولكنني لم أكن أحس بالأمان وقتها حين ركبت السيارة فقد كانت السيارة قذرة جداً بكل ما تحمله الكلمة من قذارة وعجبت منها وكتمت مصدر امتعاضي وعجبي منها وتجاذبت معها أطراف الحديث حينما يستدعي الموقف ذلك وكانت تشيلكوت تتحدث بأريحية وثقة واعتدال وكلماتها تحمل الحب والضيافة حسب ما تعودت عليه وحسب ما تعرفه وتؤمن به من انطباع وطبع ولم تكن تتطبع ولا تتصنع فهي انجليزية ولا تعرف التطبع!! ووصلنا لمكان بعيييد جداً عن المناطق السكنية وكان المكان واسعاً تحمله الخضرة والخضرة تحمله!!وفيه يمكنك أن ترى الأشجار الطويلة الشاهقة التي تعانق السماء الزرقاء الجميلة التي تلبدها الغيوم البيضاء والرمادية والسوداء البعيدة وتختفي هذه السماء كلما أوغلت في الذهاب إلى الداخل حيث تتشابك أوراق هذه الأشجار وتتعالى أغصانها المتشابكة وترى زحمة الأوراق الخضراء عليها ومن ثم ترى بجانبها حوائط رمادية أرجوانية اللون رطبة الأجواء وتتواصل مع دخولك نسمات هواء الشتاء البارد الجميل و أجواء برد منعشة كلما سرت داخل هذه الأجواء كلما تخللتك نسمات برد جميلة ورائعة تتخلل من فتحات تلك الحوائط المبنية منذ عصور العهد الفيكتوري ولربما تلاحظ وجود نوع من الآجر القديم المتلاصق وقد اصطفت كتل صغيرة منه شبه مربعة على ارتفاع الحوائط وقد خالط لونه اخضرار نمو تلك الخضرة الناعمة الدقيقة التي تخللت ونامت وسط حباته! جمال الطبيعة يصنعه الله فنطقت به حوائط!!!....سبحان الله ...وللحظات كان الجو هادئاً ساااكناً سكون البرد المنعش.. إلا أنه في زمن لحظة!! وبلحظة جالت في سكناته و علت.. أصوات جلبة ونباح كلاب وقد تجمعت..و من حولنا تحلقت..

مرحبة بنا وأنا مرعوبة منها وخائفة ليس منها بل على ملابسي أن تلتصق بها! فينقض وضوئي وأنجَس واضطر لأن اغسل نفسي سبع مرات: مرة بالتراب وسبعة بالماء!!... كنت حريصة وقتها ألا أنجس بأي منها وبأي من لعابها وشعرها بل حتى من نباحها ولله الحمد!! مراراً وتكراراً وقد خفت ولم أنبت ببنت شفة ولكنني قرأت آية الكرسي في داخلي ومن خارجي! صديقتي تشيلكوت تغمرها الجراء من كل حدب وصوب والكلاب تلعقها وهي تتعانق مع الجراء!! ويا لسعادتها وهي تحمل الجراء والكلاب تلهث من حولها وتلتصق شفاهها بأجزاء الكلاب!! وتوزع قبلاتها للكلاب هنا و من هناك مملوءة باللعاب!! منها ومن الكلاب هنا نادي القبلات الكلبية!! الحمد لله.. مع إني شخصياً لا أحب التقبيل ولا القبلات انتظرت ساعة الفرج و”صبرت ونلت ياختي “!!!الحمد لله لا أحد قبلني من الكلاب في كل هذه اللحظة!! , هههه , و لا أريد!!!....وصارت تشيلكوت طابع بريد تهيأ للارسال على ظهر مظروف للبريد!! من كثرة ما لاصقها من لعاب كلبي وقلبي في آن واحد!! ...تشيلكوت كانت وقتها في قمة الفرح والسعادة وأنا في قمة الرعب والتعاسة والقرف! تشيلكوت تشيلكوت صرت أناديها بصوت خافت على استحياء!! ويالله متى اتخلص من هذه المجموعة من الكلاب وقد أشرت وقتها لصاحبة الكلاب التي اتجهت نحونا مرحبة يا أهلا وسهلا امح امح (طبعا بالمصري لا يوجد بالانجليزي امح امح فيه كيس كيس kiss kiss :) بالانجليزي! والحمد لله فقد أتت مسرعة وقد أبعدت الكلاب عن دائرتي والتقطت كلابها بحنية وأمرتها بالذهاب بعيداً ولم تصدق الكلاب الوضع وظلت تحدق في تريد أن تحييني بتحية أحسن منها (: ولكنني ابتسمت ابتسامة صفراء منافقة لها!! وابتسمت الكلاب لي وقتها و..وهيا صاحت بها صاحبتها وانطلقت الكلاب مهرولة غير آبهة بي وأنا ارتحت وقتها وعرفت أنني لن أكون في مأمن لأن ليس فقط هذه الكلاب موجودة بل غيرها مجموعات تأتي وعلى دفعات ومن شتى بقاع المكان والأرض ..والغريب أنه كان من ضمن مجموعة الكلاب كلباً بثلاثة أرجل كان قد وقف بعيداُ وكنت أجزم أنه يعرفني و يعرف لم أردت الابتعاد عنهم! بل أجزم أنه يعرف السبب وقد فضل النظر إلي من بعيد محدقاً! ثم ابتعد بعيداً.. العشب والخضرة الجميلة كانتا تملأان المكان وتحيط بنا...و كنت أتمنى الجلوس على العشب مرة لكن أمنيتي لم تتحقق بالمرة ! وإلى الآن أتمنى هذه الجلسة ولن تتحقق لأنني تركت المكان وبلا عودة خاصة حينما رأيت تلك الكلاب تمرح وتلعب عليها ومع أصحابها !!! وسرت بعيداً مع صديقتي تشيلكوت ووقفنا جانباً ...آه انها حوائط خشبية وصهيل خيول!!! آه انها اسطبلات خيل رااائعة بكل ما تحمله الكلمة من روعة وبقمة من الترتيب والنظام وفتيان وفتيات يقمن على وضع الطعام بترتيب للخيل وحظائر خيل من جميع الألوان والأشكال ...وذهبت تشيلكوت لحصانها التي اشترته منذ ما يقارب السنة ووضعته هنا في هذا الاسطبل لأنها لم تكن تملك مكاناً تضعه فيه ..كنت قد سرت معها ناحية الحصان وقد كان ينظر على استحياء ويشيح بوجهه هنا وهناك ...للأسف كان الحصان أعمى...وقد أصبح مسناً ولكنه لازال صديقاً لتشيلكوت...تشيلكوت تحبه وتعانقه وأنا أحببته ولم أعانقه لأني حريصة على عدم الاتساخ بأي شيء !!
بعد نهاية الرحلة عدت للسيارة القذرة وكل هذا وأنا لم أعلق على قذارة السيارة ...كانت تشيلكوت ترمقني بنظرات استغراب وتقول لي الأجدر بك أن تقومي بالاستحمام اليوم وأنا أعرف أن السيارة قذرة ..هذا بسبب كلبي المدلل الذي يسكن السيارة لفترات طويلة معي وفي أوقات رحلاتي معه!!! اتسعت عيناي وقتها!! و عرفت أن حرصي على ألا أتنجس من الكلاب في المكان السابق لم ينجح وها أنذا أتنجس!! بل كنت متنجسة!! من الأول وأنا أجلس في مكان كلب تشيلكوت القذر وتنجست بكل ما تحمله الكلمة من نجاسة من القمة إلى القمة!!! ههه و انقلب الوضع عندي رأساً على عقب. وتساءلت أين أجد وقتها التراب لأقول بس يا بحر بس (: وأين التراب في أرض كلها خضرة ووحل!!! وكيف أغتسل سبع مرات في جو بارد وممطر وكيف وكيف وصرت أبحث عن فتوى لكي لا استحم !! وفي الحقيقة ولا أخفيكم سراً أنه ومن صغري بل من طبعي ههه أنني لا أحب الاستحمام (: فألغيت فكرة الاستحمام وقتها إلى وقت آخر (بعد رجعتي للكويت هههه)!! ولكن لا يهم و لا ضرر فقد مررت بتجربة وساعات ممتعة (: وحالتي كمن يخاف الهر فيقذف عليه الهر فجأة فيزول خوفه !! من الهر (كما هو في علم النفس عنصر المفاجأة لحل بعض المخاوف!!).

ثم حدثتني تشيلكوت عن كلبها الفارس الهمام الذي لا يشق له غبار ...فهو يوقظها في الصباح الباكر لتقوم لعملها ولتحضر فطورها في أوقات العطلة وهو من يحضر لها نعال الحمام (وأنتم بكرامة) ممسكاً نعلاً وراء نعل وعلى فمه أوسع ابتسامة (ابتسامة مشرقة) لتلبسها وقت ذهابها للحمام!

وحدثتني تشيلكوت في أوقات .. أنها تستقبل نافذة الصالة في منزلها أيام نهايات الأسبوع والعطل وتجلس أمام كلبها الفارس الهمام! وتتظاهر معه أنها تجلس مع شخص وتتحدث في كثير من الأمور وتتجاذب أطراف الحديث معه وخاصة إذا جن الليل وهدأ ... فيكون كلبها مقابلاً لها في الأريكة وتتحدث معه في كثير من الأمور وتتناقش بحدة إذا تطلب الأمر مع كلبها وكأن البيت فيه أكثر من شخص !! ويعارضها!! وكلبها يهز رأسه وذيله كلي آذان صاغية ...كلما سنحت له الفرصة بذلك!! عندها بكيت في داخلي لـها ولأجلها!! ولأجلي لأنها وحيدة وتعاني الوحدة والخوف فتشغل وقتها في العمل وفي منزلها مع فارسها الهمام!! وتشغل فراغها بزيارة ذلك الحصان الأعمى!!! ولربما هو أعمى لكنه يرى الحقيقة في بصيرته وقلبه ويقول تشيلكوت كم أنت رائعة وأصيلة.

الحاوية وأنا بعد منتصف الليل

كانت هناك حاوية القمامة الوحيدة التي ترمقني وأرمقها من خلال العين السحرية في

شقتي ....لم يمر أحد!!! .....الحياة كئيبة حتى مع حاوية القمامة هناك.....حتى القطط لم يعد لها رغبة في الحاوية و ما تحويه من قمامة!!!....

آه لم يعد لك دور مثلي أنت ...أيتها الحاوية ....فلنترك هذه الحياة و لتتركي يا حاوية
هذه الحياة و لنختفي معي هيا!!!


لم تسمعني تلك الحاوية !!! فقد ظلت ترمقني بنظراتها الحاوية لكل معنى الاستغراب!!! كانت تنتظرني أن أفتح لها الباب .....فهي ربما كانت تريد التحدث معي لبرهة من الزمن قبل الموعد المحدد لها فيه ...أن تفارقني ....قاربت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و ها هي الحاوية تختفي عند الفجر و بعد الساعة السادسة!!! بعد الفجر!!!

رجعت إلى مكانك أيتها الحاوية ها؟؟ و بعد الفجر مباشرة!!!... أتراك شهدت الفجر يا

حاوية!!! أم أنه لم يعد هناك فجر عندك ولم يعد عندك قدرة على التفريق بيني و بين
الفجر!!! نعم فكلها سواء عندك في حياتك يا حاوية!!!


سار المنشار قريباً منك ....و لا أدري لم سار من جنبك!!! و كيف سار من حولك و لكنه كان هناك فقد رأيته!!! آه لقد رأيته....هههههه....لا أدري ما علاقته بك ....ربما لأنني قد تعديت حدودي.....سأهرب عنك ....و سأتركك ....تصبحين على خير!!!


أغلقت إرماقي و عيني السحرية في شقتي.....و تركتها هناك ....وحيدة في الخلاء ....قمامة تزورها و قمامة تتركها!!! ....المهم هناك أشياء نفيسة تسكنها و لكن لا أحد يكتشفها سوى من هو يرزق بها!!! شكراً لك يا الله.

الجمعة، 5 مارس 2010

الكلب عائشة!!!

حيث كانت الساعة تقترب من الساعة الثامنة و النصف ليلاً ....حيث أن موعد إفطار شهر

رمضان المبارك في هذه المناطق يقترب و يحول!! و يخطيء و يصيب عدنا للساعات و

الحلول ....و حيث تبتعد عنا الكثير من المراكز الإسلامية ....بل تكاد تنعدم ....و

تزول!!!....و هناك حيث العتمة في الليل تقترب و شمس تلك البلاد تبدأ في

النزول ....هناك ...في إحدى الدول الشرق أوروبية!!!....خرجت مسرعة ...أنا و معي فتاة

مسلمة تركية....نبحث عن مكان للإفطار.....حيث أشارت بسلك طريق يؤدي بنا نحو مطعم

تركي في تلك البلاد النائية ....و سوف نسير مسافة 15 دقيقة لنصل إلى ذلك المطعم....و

قبل أن نصل إلى ذلك المكان ...توجهنا حيث علينا سلك أكثر من طريق و أكثر من اتجاه

للوصول إليه....كنت أحدث نفسي ...أن لا أذهب معها ...فقد انتصف الليل و أصبحت الساعة

التاسعة مساءً و نحن نتحدث للمسير...فكيف سنفطر و قد فاتنا وقت الإفطار ...و تأخرنا

للذهاب إلى ذلك المكان!!! و نحن ابتدأنا سلوك الطريق!!! صاحت علي بالمجيء و ألا أحدث

نفسي بالعدول!!! تعالي ...فلا يوجد لدينا وقت للتحدث و المسير!!! ههههه في قرارة

نفسي وددت العدول من نفسها بألا تكمل بدء المسير.....و رجوت ربي ألا تتحرك وتعدل

عن سلوكها المثير للشفقة ....ههههه فهي عزمتني و قررت ولا طريق للعودة عن هذا

المسير....وأول المسير ظلمة و عتمة....هههههه و سوادة وقفت قبالتي .....حسبتها هرة

بحركتها أمامي!!! أو صخلة ....سوداء....هذه بدايات نظرتي إليها وسط العتمة.... و

لكنها ....تنبح!!! ياللهول.....يا أمااااه....ما هذا ....و العدد يزيد ....مجموعة كلاب

سوداء....لا بالله ربحنا و ربح البيع يا سافينج...سافينج هو اسم التركية التي كانت

معي!!!....كما قالت لي معناه بالعربية سعيدة.....ههههه يا سعيدة.....جاك

السعد ....أنظري أمامنا....و الكلاب تحيطنا....و سوداء ....ما هذا ....إنها شياطين و

تذكرت الحديث الشريف....إنه شيطان بل جمع شياطين!!! ....الأخت لم تأبه لهم و تحركت

مسرعة عابرة إشارة المشاة و تركتني أعبث بأفكاري وشياطين الكلاب أمامي .....قالت

لا عليك تجاهليها و اعبري!!!....(ويل لي لا أدري لم تذكرت حينها قصيدة صوت صوت صفير

البلبلي للأصمعي!!! فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي!) ....كان الشارع

عتمة و الطريق المؤدي إليه مظلم و يلوح لي أفق الكلاب بجانبي شيء ملزم لي و علي !!

ألا أتحرك!!!ولكنني و حقيقة... لم أصب برعب على غير عادتي حين أرى الكلاب!!! هذه

المرة حقيقة...ربما لأنني وسط عتمة!!! أو لأنني كنت في بداية سفري كنت سعيدة في

رمضان و متيقنة أنه بوقته تتوصد شياطين الإنس و الجان فلا رعب... و كان عندي و لدي

قوة إيمان و خاصة بهذا الشهر!!!....المهم ...ارتفع نباح الكلاب ...وحولنا حديقة....أتت

صارخة و صوتها يؤنب الكلبة البادية بالنباح....زعيمة مجموعة أو قافلة الكلاب!!! و منادية

لها باسمها....عاااااائشة!!!!....عائشة ...تعالي هنا...عائشة توقفي ....و انحنت عائشة

لاهثةً!!! و تبعتها كلابها السائحة معها نحو صاحبتها الصارخة المنادية لها!!!....كانت

الفتاة التركية تسمع النداء على الكلبة!!! و من رعبي البسيط لم أنتبه ...حتى سحبت يدي

سعيدة ههههه قائلة لي ...الكلبة اسمها عائشة!!! باستغراب و فطنت لهذا!!!....و استنكرت

اسم عائشة و اطلاقه على كلبة سوداء!!! أنا أيضاً استهجنت الإسم ...و عذرتهم فلربما لم

يعرفوا من عائشة و ما عائش؟!!...و عرفنا أننا في بلد يندر فيه اسم عائش ودينه!!!

سلكنا الطريق سوياً هذه المرة ....الأحراش ...و الأرض كانت شبه غابات متكاثفة الأشجار و

الأغصان...ووصلنا للمطعم التركي حيث هو أيضاً وضع سوراً من الأشجار و الأغصان ولكنها

هذه المرة تشبه القصب و دخلنا بسلام!!! و أكلنا طعام الإفطار الذي انتهى وقته و اقترب

من موعد الإسحار و الأسحار!!!



والآن آمل أن تستفيدوا من بين سطور الموضوع فتعرفوا الدين و الديان!!! و ما بين سعيدة

والأصيلة من أشجان!!!



شكراً لكم