الجمعة، 16 أبريل 2010

شبابنا و الغدرة!!!

شبابنا و الغدرة!!!

يتمتع شبابنا هذه الأيام بصفة ذميمة .....ألا و هي الغدر ....و أجدهم يتولجون وسائل غير متاحة في الماضي و لكنها متاحة في الحاضر كالانترنت .....و يندر أن يكونوا على علم و دراية بما في الإنترنت من وسائل لطلب العلم أو المكارم من الصفات و الأخلاق ....و يندر أيضاً أنهم يعرفون كتابة إملاء العربية الصحيح أو حتى أن يفكوا الخط!!! لأنهم لا يحسنوا الكتابة و لا حتى تهجئة أحرف أسماءهم و إن أفلحوا عرفوا لهم كلمتان بالإنجليزية و هي عن الحب و الجنس!!!

و من ما رأيت أنهم يكثر أعدادهم في مواقع للغزل و البحث عن الجنس و طياحة الحظ و إذا قام الحظ و قعد!!! فهم يولجون أنفسهم بمواقع الزواج ....و هم غير أهل له و لا لمعانيه و لا للمسؤولية و لا للشرف و لا لمكارم الأخلاق....فتراهم يوصفون بالغدر و غدرة تتبع غدرة و هم غير مدركي الكوارث التي تسببوا فيها و على مدى الأعوام .....فهناك من مشاهدتي الشخصية من يدخل موقع زوجتي و قد استلم اسماً مستعاراً و شخصية غير شخصيته و صفاتاً غير صفاته ووصفاً غير حاله و مسكناً غير مسكنه و جنسيةً غير جنسيته ....و طبعاً غير طبعه .....و استلم هذا الدور و عاش به و له منذ عام 2000م ....إلى يومنا هذا الذي سينتهي قريباً ليحل عام 2011 و نحن في عام 2010م و على هذه الحال.....يغدرون بالبنات غدرة تلوغدرة ....و لا يراعون الصدق و لا الأمانة و لا حتى الشرف!!!


مجرد حثالات مجتمع اجتمعت في موقع زواج ....لم يكن دخوله أو حتى نيته لغرض الزواج و لكن ليبدأ ممارسة صفة الغدر التي اجتمعت في أغلب شباب العصر!!!

خاصة في من يطلق عليهم أبناء القبائل أو الحضر أو البدو أو الشعوب الإسلامية!!!


و أنا هنا أوثق هذه الصفة الذميمة و التي آمل أن ينتشر استهجان ما يفعله هؤلاء وما يتمتع به هؤلاء الحثالات من الشباب من صفة ذميمة ألا و هي الغدر!!!


و كنت قرأت قصة صغيرة عن هذه الصفة و سأوردها هنا....فقط لعل و عسى من يعي ما بداخلها يقيسها على ما يفعله هؤلاء في مواقع الانترنت عامة و في مواقع الزواج خاصة!!! ....القصة تقول و باختصار شديد....أنه كان هناك صديقان حميمي الصداقة و العلاقة....واحد يحب الآخر و يشكو له و يبوح له!!! و أحدهما متزوج ولديه طفل و يملك مالاً و الآخر معدم و فقير و لا يملك زوجةً ولا عيالاً....و من يملك المال أسر بسر احتفاظه للمال و دل عليه صاحبه!!!


في فترة عصيبة تخيل المعدم أنه قد حصل على المال و أصبحت لديه زوجة و عائلة!!! و لكنه قال لنفسه كيف أحصل على المال؟ فتذكر سر صديقه!!! هنا تذكر أن صديقه أخبره أنه يخبيء ماله في حفرة صغيرة تحت فراشه الذي ينام عليه هو وزوجته و ينام بينهما طفلهما الصغير معهما!!! فكيف يصل إلى المال؟؟!!

و في ليلة باردة و مظلمة و المطر يهطل بشدة و الوحل كثير ....تقدم الصديق المعدم نحو غرفة صديقة....فكيف يبعدهما عن الفراش؟؟!!! هنا تشجع و أخذ يحبو تارة و أخرى يقف ليمشي ...حتى أيقن أنهما مستغرقان في النوم ....فسحب الطفل من بينهما بدون أن يشعرا!!! و أخرجه معه لحوش الغرفة و وضعه تحت المطر و بين الوحل!!! ليصحو و يصرخ الطفل!!!

و صار له ما أراد فصحى الطفل و صرخ و علا صراخه خارج الغرفة و بين الوحل و مع هطول المطر!!! و سمع أبواه صوته فحملا نفسيهما له مسرعين لنجدته و باستغراب وسط هذا الوحل و المطر و الظلام....و أخذا يحتضناه ليهدئا من روعه!!! و ما إن هدأ روعه!!! حتى بدأ روع جديد سريع!!!

هطلت الأمطار و ازدادت الأوحال .....و سقطت أخشاب الغرفة و السقف و انهارت على الصديق المعدم وقت أن مد يده ليحصل على المال!!! ارتاعا من هول الصدمة و هما يريان هدم الغرفة ....لكنهما ضحكا و فرحا عندما شاهدا أن كليهما أي الزوج صاحب المال و الزوجة و ابنيهما خارج الغرفة و سالمين!!! و عرفا أنه قدر الله....و لكنهما لم يعرفا أنه هناك!!! صديق الأسرة المعدم....فحدث أن سمعا أنيناً يخرج من بين أنقاض الغرفة و صوت المطر.....تقدم الصديق صاحب المال و مد يد المساعدة لهذا الصوت و الأنين!!! و لكنه عرف من هو و من هو صاحب هذه الغدرة!!! و رأى أن يطلب له المساعدة لإخراجه ....لكنه ما لبث أن فارق الحياة .....و هو يتمتع بصفته الذميمة الغدر ....و الغدرة!!!
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لكل غادر لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان". و قال الشاعر:

أخلق بمن رضي الخيانة شيمة ألا يــــرى إلاّ صــــريع حوادث

ما زالــت الأرزاء تلحق بؤسها أبداً بغــــادر ذمّــــة أو نــــاكث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق