الأحد، 16 مايو 2010

الجارة الباكستانية و القمامة

جارتنا الباكستانية إمرأة صالحة و زوجها كبير الفنيين رجل صالح و لديهما عائلة مكونة من أفراد من كلا الجنسين و مختلف الأعمار و هي أسرة كبيرة تصل إلى حوالي 7 أفراد من العيال و هي أسرة لم أر منهم سوءاً إلا شيئاً واحداً لا أحبه فيهم و هو الفضول و الشحافة!!!

كثيراً ما يخرجون عند صدور أي حركة من باب خروج شقتي المتواضعة.....و كثيراً ما يرسلون البنات الصغيرات للإطلاع على الأمر و من أين ظهرت الجلبة!! هذا إن كان هناك أي جلبة!! فهم يصدرونها!!!


علاوة على ذلك حتى رب الأسرة الرجل الكبير يدخل أنفه حشراً في زاوية الباب حين دخول أي عمال للصيانة أو توصيل الأثاث أو تركيب الخزائن!!!

و كثيراً ما أصبت بالعصبية الصامتة جراء هذه الأفعال و سرعان ما أنتبه لنفسي و أتناسى ثم أتجاهل ما صدر منهم و ما أثار حفيظتي و عصبيتي منهم!!!


و كثيراً ما حاولت الإبتسامة للبنات الصغيرات و لكن تأبى علي العصبية التي سرعان ما تستثار حينما أرى ردة الفعل مغايرة و مثيرة للعصبية ....ليتكم كنتم عندي لتعرفوا ما أشعر بهم و ما يثير شعوري هذا الغريب عندكم و الذي أصبح من المألوف عندي!!

و لا أنكر أنني عصبية المزاج أحياناً كثيرة و أستثار من أي حركة لا تعجبني أو نظرة أو سلوك....


المهم حدث أن قام جارنا الثاني و هو كويتي طبيب و متزوج من أمريكية و لا يوجد لديه سوى ابناً واحداً ....المهم حدث و أن قام في يوم الخميس الفائت و على مدى ساعات طوال و إلى يوم الجمعة و بوقت صلاة الجمعة و خلت أنه لا يصلي لأنه كان يرمي بالكثير من الحاجيات و الأغراض من شقته إلى مكان تجميع القمامة التي كانت في نفس دور الشقق التي نسكن بها. فجميع شقق الدور لها مكانين باتجاهين لرمي القمامة في حاويات قمامة.


دكتورنا هذا أخذ يرمي بالتحف الغالية مثل اللوحات و المواعين و الصحون و الكتب الغالية و ذات الأحجام المختلفة فمنها الصغير و منها الكبير و يبدو أنها مختلفة المناهج و كثيفة الفائدة ....و يرمي بالملابس و التي تبدو جديدة و استمر الحال من يوم الخميس للجمعة و أنا ألاحظ هذا و لكنني لم أقترب و لم أرم قمامة شقتي خلال هذين اليومين ....حياء و خجلاً و خشية أن يقول أو يشاهدني بجانب القمامة و يظن أنني ألقط منها و من حولها!!!


لأن جارتنا الباكستانية رتعت فيها و لم تتحرك منها و حشرت أنفها عنده و حصلت على كل ما تم رميه....المصيبة أنها بدأت تنبش في أكياس القمامة التي أخذ يرميها بكثرة ....فهذه الأكياس كانت متخمة بالحاجيات التي يبدو لي أنه لا يرغب في اقتنائها و حقيقة كنت قد حسبته أنه سيترك الشقة....من هول ما كان يرمي نحو مكان القمامة....إلا أنه كان يبدو لي أنه أخذ الأوامر من زوجته الأمريكية بالتخلص من الكثير من الحاجيات في الشقة و يبدو أنها تركت الشقة و سافرت مع ابنها الذي ربما سافر إلى أمريكا لبدء حياة جامعية جديدة بعد الثانوية!!!


المهم جارتنا الباكستانية أخذت تجمع و تضع الكثير من الحاجيات و المقتنيات و بلا توقف!! عليها بالعافية ....و الدكتور كان يقول لها على الرحب و السعة يمكنك أن تأخذيها....و هكذا....استمرت....المصيبة أنها في ساعات طويلة كانت تقف خارج شقتها لانتظار ما يقوم الدكتور باستخراجه من شقته لرميه في مكان القمامة....و حقيقة كنت أرى ما يسيل له اللعاب خاصة فيما يتعلق بما رأيت من حجم الكتب التي يلقي بها هنا و هناك و....و حدث أن أخرج المزيد من أكياس القمامة.


المشكلة الآن في جارتنا الباكستانية أصبحت بدل أن تنبش في الأكياس خارج الشقة....لا أصبحت تجر الأكياس جراً إلى شقتها ....لكي تقوم بالفرز و التنبيش ههههه على راحتها....المهم تواصلت هذه العملية إلى اليوم التالي للجمعة و لصلاة الجمعة و إلى صباح السبت!!!

أنا كنت قد خجلت من أن أقوم برمي قمامتي في يوم الخميس و انتظرت إلى أن ينتهي هذا التجميع....حقيقة خوفا من أن أذهب هناك و يقولوا عني قاعدة تجمع قمامة هههههه ألقط مع الباكستانية ....يالله لك الحمد و الشكر.


المهم وصل السبت و ذهبت باكراً لرمي قمامتي التي أصابها العفن مجمعتها من يوم الخميس للسبت!!! و جاءها الفرج.


المشكلة ....أنني و بعد أن رميت قمامتي وجدت جارتي قد استلمت كيس قمامتي و هات يا تفتيش و نبش!!! يالله ...كم شعرت بالإهانة و سوء الطبع ....ما هذا ....المهم الحمد لله أصلاً لم يكن في قمامتي سوى الفقر هههههه و طعام معفن صار له 3 أيام كما ذكرت....

لكن يبدو لي أن هذه الجارة قد امتهن تجميع قمامة الجيران و لا استبعد أنها كانت تجمع قمامتي عندها و لا استبعد أيضاً أنها بالفعل بدأت تصنف الناس جيرانها بحسب أنواع قمامتهم!!!! هههههه.... يا ربي ....و الله شيء مضحك و محزن و مخزي....فعلى افتراض أن قمامتي كان بها من الأشياء الخصوصية و الخاصة بي ...فكيف يسمح لها سلوكها و حتى نفسها و مسلكها الإطلاع على غيرها!!!


كم أكره هذه الطباع و هي للعلم غير محتاجة بتاتاً و لديها شقة و مسكن و معيل بل أكثر من معيل من زوجها و أبنائها و نسيبها الذي يسكن الشقة المقابلة لها!!!


المهم أحببت أن أضحك و أضحككم و ربما أحزن و أحزنكم حينما نرى غيرنا يطلعون على خصوص خصوصياتنا و يكشفون شخصياتنا من نبش قماماتنا!!!


ألا يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!!!